واتّفق في أثناء تعمير هذه الطّارمة أنّ أحد النّجّارين بينما كان مرتقباً أحد الأعواد المرتفعة الّتي كانوا يقفون عليها لغرض تشييد السقف ، إذ هوت به إحدى رجليه فانحدر ، لولا أن قدّر الله تعالى له أن يتشبّث أو يشكّل ثوبه بمسمار صغير ناتي بين الأعواد ، فتعلق به ونجا من الموت المحتّم سنة ١٣٢٠ هـ ، وقال فيه الشّيخ كاظم سبتي ١ :
إلهي ، بحب الكاظمين حبوتني |
|
فقوّيت نفسي وهي واهية القوى |
بجودك فاحلل من لساني عقدة |
|
لأنشر من مدح الإمامين ما انطوى |
نويت وإن لم أشف من شانيهُما |
|
شجوني منهم أن للمرءِ ما نوى |
لمرقد موسى والجواد برغمهم |
|
أجلّ من الوادي المقدّس ذي طوى |
هوى أذ اضاء النور من طوره امرؤ |
|
كما ان موسى من ذرى الطور قد هوى |
ولكن هوى موسى فخرّ الى الثرى |
|
ولما هوى هذا تعلق في الهوى |
تعنوا لبغداد ملوك الورى |
|
وهي لرأس الملك لا الملك تاج |
فان فيها حرماً نيّراً |
|
ان جن ليل الدهر فهو السراج |
رجوت من حلا به ملجاء |
|
ما خاب فيه قط لاج وراج |
والكاظمين الغيظ قلبي صبا |
|
اليهما ولاعج لشوق هاج |
هما الجوادان ومغناهما |
|
بحر ندى وطمسى سماحاً وماج |
بحر لورّاد الندى سائغ |
|
عذب إذ الأبحر ملحٌ اجاج |
لكل من آوى لمثواهما |
|
من جور دهر ضاق فيه انفراج |
تقضى به حاجات كلّ الورى |
|
فلا يرى في بابه ذو احتياج |
ولا ترى في غيره شافياً |
|
سقيم دهر ما له من علاج |
____________
(١) الطليعة للسماوي ج ٢ ص ١٣١ ، وديوان كاظم سبتي ص ١٨٢ وتأريخ المشهد الكاظمي ص ١٤٩ وقد كتبت هذه الأبيات على المصراع الأيسر للباب الغربي للروضة الكاظمية التي تم صنعه عام ١٣٣٩ هـ.