أغار الأسى بين الضلوع وأنجدا |
|
فصوّب طرفي الدّمع حزنا وصعّدا |
ولي كبد رفّت لفقد أحبّتي |
|
غداة نأوا والعيس طاربها الحدا |
وقد كنت رغد العيش في قرب دارهم |
|
فمذ بعدوا عنّي غدا العيش أنكدا |
أسرّح طرفي في ملاعب حورهم |
|
فلم أر لا خوداً هناك وخرّدا |
وما كان يعشوا الطّرف قبل فراقهم |
|
لأنّهمُ كانوا لطرفيه أثمدا |
وبالتّلعات الحمر من بطن حاجر |
|
غرام أقام القلب منّي وأقعدا |
ظلت اُنادي والرّكائب طوّحت |
|
بصبري وماري النّدا بسوى الصّدى |
أأحبابنا هل أوبة لاجتماعنا |
|
أم الشّمل بعدَ الظّاعنين تبدّدا |
ولم يشجني ربع خلا مثل ما شجى |
|
فؤادي ربع قد خلا من بني الهدى |
نوى العترة الهادين أضرم مهجتي |
|
وبين حنايا أضلعي قد توقّدا |
خلت منهمُ تلك العراص فأقفرت |
|
وقد عصفت فيهنّ عاصفة الرّدى |
وكانوا مصابيحاً لخابطة الدّجى |
|
إذا قطعت في اللّيل فجّاً وفدفدا |
تنير به أجسابهم ووجوههم |
|
فبعدهُم يا ليت اُطبق سرمدا |
ونار قراهم قد رآها كليمه |
|
فعاد بها في أهله واجداً هدى |
وسحب أياديهم يسحّ ركامها |
|
ومنهلهم للوفد قد ساغ موردا |
قضوا بين من أرداه سيف ابن ملجم |
|
فأبكى أسىً عين البتول وأحمدا |
وما بين من أحشاه بالسّمّ قطّعت |
|
وقد نقضوا منه عهوداً وموعدا |
وصدّوه عن دفنٍ بتربة جدّه |
|
وأدنوا إليه من له كان أبعدا |
وإنّ سهاماً أقصدوا نعشه بها |
|
لحقّاً رموا فيها النّبيّ محمّدا |
ولم تخبُ نيران الضّغائن منهمُ |
|
ولا قلب رجس من لظى الغيظ أبردا |