وبه لم يرع عهد المصطفى الطهر الأمين |
|
شابه الصديق في السجن غدا سبع سنين |
|
ماكثا لكنما بينهما الفرق بعيد |
|
ذاك بعد السجن أضحى ملكاً في مصره |
|
تلتجي الناس إليه خضّعاً في عصره |
عاق تاج فخار زاهر في درّه |
|
شامخ الراس وذا في رجله قيد الحديد |
|
لم يزل ينقل من حبس إلى حبس غريب |
|
لا يرى في وحشه السجن أنيساً وحبيب |
|
قد تشكا علّة يعيا بها فكر الطبيب |
كلما سار بها رشح من السم تزيد |
|
وله السندي عمداً دس سماً منقعا |
|
ذائباً قلب الهدى والدين منه قطعا |
|
قد بكاه العدل والتوحيد بالحزن معا |
|
وله قد بذل الدمع وقد عزّ الفقيد |
قتل السندي منْ طاعته مفترضة |
|
ومناديه دعا هذا إمام الرافضة |
|
والنصارى حققت بالطب منه موضعه |
|
إنه بالسمّ قد أصبح مقتولاً شهيد |
|
وعلى الجسر ببغداد به طاف الورى |
نظرته ميتاً كالنور يحكى القمرا |
|
وسليمان تولى دفنه حين درى |
|
إنه للدين والدنيا عماد وعميد |
|
بعد ما نادى عليه بنداء حسن |
|
قائلا ذا عصمة الدين إمام الزمن |
كعبة الفخر حمى الإسلام محيي السنن |
|
للمعالي مبدء في الناس طوراً ومعيد |
|
ومشت ميلا به الناس وهم للهام ميل |
|
أشبهت خلف علاه مشية العبد الذليل |
|
جل قدراً وبه قد اصبح الرزء جليل |
مارت الشم وقد كادت به الأرض تميد |
|
وامتلت بغداد حزناً وعويلاً وشجى |
|
وصباح الرشد فيها قد حكى جنح الدجى |
|