وصرح فينا بالعداء وبالنّدا |
|
أيا أيها الانسان موعدك القبر |
عزيزك من دهر يخون بأهله |
|
سواسية في ذلك العبد والحرّ |
فيوم الاسى لا ينتهي بعشية |
|
وليلته السوداء ليس لها فجر |
ولو قلت لليل الطويل ألا انجلي |
|
بصبح أتاك الصبح يقدمه الغدر |
وهذا مناديه ينادي مسمعاً |
|
أيا أيها الاحياء جاء الفنا فرّوا |
ولم يدع حتى آل بيت محمّد |
|
وهم علّة الإيجاد والسادة الغرّ |
أسر لهم في كل شيء اساءةً |
|
وشراً اذا ما كان اعوزه الجهرُ |
فشتتهم في الارض شرقاً ومغرباً |
|
وغاب لهم في كل دائرة بدرُ |
خلت منهم مسكونة الارض واغتدوا |
|
يضيق بهم قفر ويقذفه قفر |
اذا استشعروا بالخوف وادثروا به |
|
يغيّبهم شخص وينسي لهم ذكر |
طعامهم البلوى وشربهم الأسى |
|
وطيبهم الشكوى وحلوهم المرّ |
والوانهم قد غيّر الموت حالها |
|
فبالسّم مخضر وبالدم محمّر |
يملهم السجّان من طول سجنهم |
|
واقيادهم يبلى على مكثها الصخر |
ولهفي على مولاي موسى بن جعفر |
|
وقد مسّه من مسّ اعدائه الضرّ |
فيوسف اهل البيت في طول سجنه |
|
وايوب اهل البيت مثّله الصبر |
وقيد ثقيل ابهضوه بحمله |
|
وطامورة قصوى بعيد بها القصر |
تعضّ على ساقيه حلقة قيده |
|
واطرافه شعث وابوابه طمر |
ودسّوا له سمّاً نقيعاً كانه |
|
اذا مرّ بالاحشاء ملتهباً جمر |
تقطع منه قلبه فكانه |
|
جليد يلاقيه من الواقد الحرّ |
نعى نفسه للناس قال بانني |
|
أموت غداً اصفر حينا واحمرّ |