سرت من طيبة للبصرة محجوراً سجيناً |
|
وإلى بغداد من سجنٍ إلى سجنٍ تسير |
قاتل الله دعاة الملك ما أقساهم في |
|
طلب الملك وإن ادى إلى الكفر وأسفر |
يقتلون الأب والأبناء والإخوان طرّاً |
|
لا يبالون بذي قربي وذي ودٍّ يعزّز |
يقتلون الناس من غير حسابٍ أو كتابٍ |
|
غير أنّ الذنب والجرم لهم بعداً يدبر |
وإذا أنّبتهم قالوا لنا الملك عقيم |
|
عقمت أصلابهم راحوا بذنبٍ ليس يغفر |
لا إلى الشرق اتّجهنا لا إلى الغرب انحرفنا |
|
قدماً نسري على خطّكم لا نتقهقر |
سيدي أنتم أولوا الأمر وأهل البيت أنتم |
|
وأولوا القربى وفي حبّكم المختار يؤجر |
أنتم القادة والسادة والذادة عنّا |
|
يوم لا ينفع مالٌ أو بنون تدفع الشر |
نحن في الدنيا أذاقونا عذاب الهون مرّاً |
|
لا لذنب غير أنّا بهواكم نتجاهر |
فصبرنا وتحمّلنا لكي نبقى على الودّ |
|
على الحبّ على النهج على العهد المقرّر |
لازدياد القرب جاورناكم حبّاً وشوقاً |
|
عنكم أبعدنا الأرجاس حقداً يتسعّر |
وهو ما شقّ علينا وفقدنا الصبر فيه |
|
سيدي رحماك أنقذ كلّ مظلومٍ مهجّر |
سيدي يا باب حاجات الورى نبكيكم حزناً |
|
بدموع من لظى الاكباد حرّي تتفجّر |
أتقضيّ العمر في الأغلال من سجن لسجن |
|
بين تعذيبٍ وتقريعٍ وشتمٍ يتكرّر |
تلفظ الأنفاس مسموماً سجيناً في قيودٍ |
|
وعلى الجسر ببغداد يرى نعشك من حر |
وينادون عليه بنداء فيه خبثٌ |
|
ليتني متّ ولا أسمع ما نادوا وأحضر |
سيدي هاك دموعي لوعتي حزني شجوني |
|
راجياً منك حضوراً عندما للحشر أنشر |
أنا ذاك المخلص الثابت حبّي وولائي |
|
لم أهادن خصمكم بل وعليه أتهوّر |
أنا من كرّس عمراً ينشد الشعر مديحاً |
|
ورثاء فيكم عن اعتقادٍ يتأثّر |
كلّ ذاكِ تشفعوا لي يوم نشري يوم حشري |
|
فذنوبي كبرت يا سيدي والله اكبر |