كجدك سيد الشهداء لما |
|
مضى من أجل نصرته فداءا |
وقد ضحت ليبقى الدين حيا |
|
يرف على بني الدنيا ولاءا |
وأنت أمرت بالمعروف حتى |
|
هديت إلى الشريعة من أساءا |
وقومت الذين رأوا سرابا |
|
فظنوا فيه للعطشان ماءا |
وقد وجهتهم للحق لما |
|
إلى روض الهداية قد أفاءا |
فيا رجل العقيدة فيك طابت |
|
رياض العلم وازدادت نماءا |
أتوا من يثرب بك حين خافوا |
|
مصيرهم وما كسبوا غناءا |
وسوف بيوتهم تمسي خرابا |
|
وما ظنوا بها تمسي خلاءا |
فصرت إلى السجون وكل سجن |
|
يحملك المشقة والعناءا |
ولو أن الذي لاقيت ظلماً |
|
وعدوانا على جبل لناءا |
فلم تر نور الشمس يوما |
|
ولا القمر المنير ولا الضياءا |
وفي قعر السجون لكم تناجي |
|
ولا تهوى الحياة ولا البقاءا |
فديتك عابدا بلغ الثريا |
|
بنفس مثل معدنها نقاءا |
وغيرك من أراد الضر فيكم |
|
غدا من بعد مصرعه هباءا |
وأنت أبو الرضا ما زلت فيكم |
|
نرى الليل البهيم بكم مضاءا |
وأن هنالك في الأخرى جنانا |
|
لما أسلفت من عمل جزاءا |
وعفوا إن تقاصر فيك مدحي |
|
وأن أنا قد نظمت لك الثناءا |
ولكن همتي أني سأحظى |
|
بيوم الحشر من يديكم عطاءا |