وكانت عائشة رضياللهعنها زوجا لأمير المدينة أيضا ، عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وتوفيت بمصر عام (١٤٥ ه) كما جاء في (مشاهد الصفا) و (تحفة الأحباب) ، وقد أكّد أحمد زكي باشا وجودها في مقرها هذا بمصر ، ولا التفات إلى من يقول إنّها جاءت إلى مصر طفلة وتوفيت وهي طفلة ، فهذا جهل كبير وخلط وتغرير أو حقد سلفي مغير.
ومشهدها معروف بميدان القلعة في طريق الإمام الشّافعي ، وكانت كبقية العترة عابدة مجاهدة من أهل الله ، يؤثر عنها من الكرامات والمناقب شيء كبير ، وقبرها مقصود يدعى الله تعالى فيه ، ويتوسل بها إليه ، جدده عبد الرحمن كتخدا بعد تجديد صلاح الدين له ، ثمّ جددته الدولة في عصرنا تجديدا شاملا رائعا ، ونقلت له أحجار مسجد (أولاد عنان) الذي بني مكانه الآن (مسجد الفتح) بميدان محطة مصر المشهور ب (ميدان رمسيس).
كما نقلت الدولة إلى مسجدها الجديد المقصورة النحاسية التي كانت على قبر السيدة زينب بنت عليّ قبل إهداء المقصورة الفضية الموجودة الآن على قبرها من طائفة (البهرة) أحفاد الفاطميين بالهند ، فأصبح المسجد والمرقد عظيمين لائقين بمقامها الشريف ؛ فهي ابنة أمير ، وأخت أمير ، وزوج أمير ، رضياللهعنها.
* * *