ولد بمدينة الإسكندرية سنة ٧٠٢ ه ، ونشأ تقيا ورعا محبا للعلم ، سلك طريق الأستاذ أبي الحسن الشاذلي على الإمام داود بن باخلّا ، واجتمع ب (ياقوت العرشي) ، وهو أول من عرف باسم (وفا) من هذه الأسرة المباركة ، وتجمع المراجع التاريخية على أنه سمّي وفا ، لأنّ النيل توقف ، فلم يزد إلى أوان الوفا ، فدعا السيد محمد ، ربه فوفا النيل ، فلقبوه ب (وفا).
وهو من أكابر العارفين ، وله مؤلفات أكثرها ما زال مخطوطا في المكتبة الأزهرية وفي دار الكتب المصرية.
ومن أهم كتبه : «نفائس العرفان من أنفاس الرحمن» ، وكتاب «مناهل الصفاء» ، وكتاب «الأزل» ، و «المقامات السنية المخصوص بها السّادة الصوفية» ، وله ديوان شعر عظيم.
توجّه محمد وفا إلى «إخميم» بصعيد مصر ، فتزوّج بها ، وأنشأ بها زاوية كبيرة ، ووفد عليه النّاس أفواجا ، ثمّ سار إلى مصر ، وأقام بالروضة عاكفا على العبادة ، مشتغلا بذكر الله ، وطار حديثه إلى الآفاق.
توفي رضياللهعنه بالقاهرة سنة ٧٦٥ ه ؛ فهو رأس الوفائية ، وأول من دفن بهذا المكان (مسجد السّادة الوفائية) منهم.
٢ ـ السيد عليّ وفا :
هو العالم العارف سيدي عليّ وفا ، بن سيدي محمد وفا ، ولد بالقاهرة (سنة ٧٥٩ ه). ولما توفي الشيخ محمد وفا ترك ولده عليّ وأخاه أحمد ، وكانا صغيرين في كفالة وصيهما تلميذه الشيخ محمد