الحديث هو ألا يتعمد العبد أن يستحل محارم الله جحودا أو محاربة لله ، وذلك بحمد الله لم ولن يأتي من مسلم وإن زنى وإن سرق ، بل وإن قتل ، ونستغفر الله ونتوب إليه (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ.)
(٤)
هذا ، وقد بشرنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن أمته لن تشرك بالله شيئا ، فلن تعبد شمسا ولا قمرا ولا وثنا ، ولكنها قد تقع في الشرك الخفي ، وهو الرياء .. أفبعد كل هذا يقول قائل ببطلان أو تحريم الصّلاة في المساجد الملحقة بالقبور؟!.
وقد قررنا وأقمنا الدليل القاطع على أنّها (سنة صحابية) مؤكدة ، أمرنا رسول الله جازما حازما ، أن نعمل بها ، وأن نعض عليها بالنواجذ في حديثه الصحيح القاطع.
فقد دفن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ببيت عائشة رضياللهعنها ، وله باب على المسجد ، ولم يغلق الصحابة الباب ، ولا منعوا الزيارة منه ، ثمّ أقرهم جميع التابعين وأئمة المذاهب الأربعة ، ومن كانوا قبل الأربعة ، وإلا فقد بطلت صلاة كل هذه الملايين من المسلمين الحجاج والعمار والزوار ، مدة ألف عام ونصف ألف.
فليتق الله الجهلة والحمقى والفتانون من المتملسفة ، والمتعصبة ، وأمثالهم ؛ فالمصلي بالمسجد يقول : (الله أكبر) في كل تحركات صلاته فهو موّحد ، فكيف يحكم ببطلان صلاته ، وقد ثبت أن الإمام مالك رضياللهعنه كان يصلي وسط القبور ، وكان الإمام عليّ كرم الله وجهه يتوسد القبور كذلك.