٢٢) مسجد على قبر الصحابي أبي بصير :
قال العلامة ابن عبد البر في مؤلفه (الاستيعاب) في ترجمة الصحابي المجاهد أبي بصير ما نصه : «ولأبي بصير رضياللهعنه قصة عجيبة ذكرها المؤرخ ابن اسحاق وغيره من أصحاب السير ، ورواها المحدّث عبد الرزاق عن معمر عن ابن شهاب في قصة القضية صلح الحديبية ، فقد جاء أبو بصير بعد صلح الحديبية وشروطه ، من مكة وهو مسمل أي مصابة عينيه ، فأرسلت قريش في طلبه رجلين ، فقالا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «العهد الذي جعلت لنا أن ترد إلينا كل من جاءك مسلما» ، فدفع رسول الله أبا بصير إليهما ، فخرجا به حتّى بلغا ذا الحليفة (موضع ماء بينه وبين المدينة خمسة أميال ، وهو ميقات حجاج المدينة ، بعيد عن مكة كثيرا) ، فنزلوا يأكلون ، فقال أبو بصير لأحد الرجلين : «إني أرى سيفك هذا جيدا ، فقال الرجل : نعم والله إنه لجيد ، فقال أبو بصير : أرني أنظر إليه ، فأمكنه منه ، فضربه أبو بصير به ، وفرّ الرجل الآخر حتّى أتى المدينة ، فلما انتهى إلى النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : قتل صاحبي ، ثم جاء أبو بصير ، فقال : يا رسول الله ، قد والله وفيت ذمتك ، وقد رددتني إليهم فأنجاني الله منهم ، فقال النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ويل مّه من رجل مسعر حرب» أي مشعلها ، فعلم أبو بصير أنه سيرده إليهم وفاء لشرط المعاهدة فخرج حتّى أتى سيف البحر وسيف البحر بكسر السين ساحل البحر الأحمر فلحقه الصحابي أبو جندل بن سهيل بن عمرو فارا من تضييق قريش على المؤمنين حتّى اجتمعت به وبأبي بصير كتيبة من الفدائيين تعترض قوافل قريش ، عندئذ أرسلت قريش تناشد النّبيّ