وقد ثبت ثبوتا يقينيا من طرق شتى : أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم رغب الأمة في الصّلاة عليه ، وأخبر أنّ الصّلاة تبلغه حيثما كان المصلّي عليه (١) ، ومقتضى هذا أن تكون حياته في برزخه وقبره حياة عملية إحاطية جامعة ، ليست مجرد تعطل وانتظار ليوم النشور.
وروى النسائي وأحمد ومسلم عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : حياة موسى في قبره قائما يصلي (٢).
وروى البيهقي وأبو ليلى في مسنده ، من حديث أنس رضياللهعنه ، عن النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون» (٣).
قال ابن النجار : «أي بأذان وإقامة».
وعليه ما رواه السيوطي في الجامع الصغير وحسنه.
قال العزيزي : وتمامه عند مخرجه الطبراني وهو في هذا المعنى.
قال الزرقاني في المواهب والقسطلاني والرملي وعليش وغيرهم : إن
__________________
(١) أخرج أبو داود في سننه (٤٨٤٢) ، وأحمد في مسنده (٢ / ٣٦٧) ، عن أبي هريرة رضياللهعنه ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «صلّوا عليّ فإنّ صلاتكم تبلغني حيث كنتم». وله شواهد.
(٢) أخرجه مسلم والنسائي وأحمد والبيهقي وأبو يعلى وابن حبان. وانظر كتاب حياة الأنبياء للإمام البيهقى.
(٣) رواه البيهقي في «حياة الأنبياء» ، وابن عدي في «الكامل» ، والبزار ، وأبو نعيم في «تاريخ أصفهان» ، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» ، وأبو يعلى ، وصححه المناوي ، وقال عنه الكتاني في «نظم المتناثر» : متواتر.