وفرحا ، ويؤيده دعاء أبي الدرداء رضياللهعنه الذي يقول فيه : «اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أعمل عملا تخزي به أخوالي» (١).
وروى ابن عدي ، أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال بعد أن قتل سيدنا جعفر رضياللهعنه : «عرفت جعفرا في رفقة من الملائكة يبشرون أهل بيشة بالمطر» (٢) ، وبيشة بلد باليمن.
ومقتضى هذا الخبر : أن من الأرواح ما يرتقي بإذن الله حتّى يبلغ رتبة الملائكة فيعمل عملهم ، كما تقرر ذلك في تفسير قوله تعالى : (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً ،) وهو ليس ببعيد ، فمن قبل ارتقى إبليس ، وهو من الجن ، حتّى صار مع الملائكة ؛ فارتقاء الأرواح في البرزخ أولى وأجدر ، لا محالة ، عدلا وفضلا من الغفور الرحيم.
وروى ابن المبارك عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «تعرض
__________________
(١) الأثر أورده ابن القيم في كتاب : (الروح) ، وابن رجب في (أهوال القبور) ، والسيوطي في غير كتاب له ، وعزوه إلى ابن أبي الدنيا ، وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب (المنامات) بسنده إلى بلال بن أبي الدرداء ، قال : كنت أسمع أبا الدرداء ، وهو ساجد يقول : «اللهمّ إنّي أعوذ بك أن يمقتني خالي ابن رواحة إذا لقيته» ، وعن أبي الدرداء : «إن أعمالكم تعرض على موتاكم ؛ فيسرّون ، ويساؤون».
(٢) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (٥ / ٢٤٣) عن علىّ باللفظ المذكور ، ورواه الطبري في تاريخه (٢ / ١٥١) : عن عبد الله بن أبي بكر ولفظه : لما أتي رسول الله مصاب جعفر قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (قد مر جعفر البارحة في نفر من الملائكة له جناحان مختضب القوادم بالدم يريدون بيشة أرضا ظاهرا). وأورده السيوطي في الجامع الصغير ، ورمز له بالضعف (فيض القدير ٤ / ٣١٤).