قال : ضرب بعض أصحاب النّبيّ خباءه على قبر ، وهو لا يحسب أنه قبر ، فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتّى ختمها ؛ فأتى الصحابيّ النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبره ، فقال النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «هي المانعة ، هي المنجية ، تنجيه من عذاب القبر».
قال صاحب المشارق : قد صحّ في الأحاديث وروايات الثقات العينية أن الأموات يقرءون القرآن في قبورهم إذا كانوا من أهله في الدنيا ، ومن مات محبا له ولم يتم حفظه ربما سخر الله له من تمم حفظه له.
نقول : ومثل ذلك قد جاء عن طالب العلم ، فهو في حكم صاحب القرآن ، ويكون قرآنه وعلمه مما يتنعم به هناك ، وفي الحديث دلالة كبرى على أنّ حياة البرزخ حياة سمو وارتقاء وعمل ، لا حياة حبس وعطلة وخمود.
وعلى الجملة ؛ فقد روى أبو نعيم وغيره كما نقل الشعراني وآخرون عن سعيد بن جبير : أن الأموات تأتيهم أخبار الأحياء فيسرون بها أو يحزنون لها ، وإنهم ليسألون الروح القادم عن أهليهم وذويهم كما يسأل الحبيب عن حبيبه.
قلنا : وهذا على التحقيق شأن الأرواح المقيدة التي لم يؤذن لها في الانطلاق لقصور عملها وقلة زادها ، ومع ذلك لا يحرمها الله فضل العلم بما يهمها من حال أهلها «فضلا منه ونعمة».