ثمّ عاش بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نحو ثلاثين سنة ، ومات وعمره نحو ثلاث وستين سنة ، ولم يتزوج عليّ على فاطمة حتّى توفيت ، فتزوج عدة نساء ، لأنّه كان يريد نسلا كبيرا ، يؤيد بيت النبوة ، وكان له سبعة وعشرون ولدا وبنتا (على بعض الروايات) ، ولكن نسله كله كاد أو انحصر أخيرا في ذرية الحسن والحسين وزينب رضياللهعنهم ، وكان لهم شقيقان لم يعقباهما : رقية وأم كلثوم ، من فاطمة رضياللهعنها.
هذا ، وقد تكفل أبو طالب بتربية سيّدنا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو طفل ، وتكفل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بتربية سيدنا عليّ وهو طفل ؛ فكانت تربية الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ل «عليّ» في مقابلة تربية أبو طالب للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلم يبق لأحد على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فضل ولا مجاملة.
وأشهر زوجات الإمام عليّ ـ بعد سيدتنا فاطمة بنت الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : هي السيدة أم محمد (حبيبة الحنفية) ، وكان محمد ولدها إماما جليلا ، له مواقف مشهودة مع أخويه الحسن والحسين.
ثمّ تزوج عليّ رضياللهعنه بعد الحنفية (أم البنين فاطمة) فأعقب منها : (العبّاس ، وعبد الله ، وعثمان ، وجعفر) ، وكانوا يسمون العبّاس بن عليّ (قمر بني هاشم) لجماله وجلالته وفضله وعلمه ، وكلّ هؤلاء الأخوة جاهدوا مع أخيهم الحسين ، واستشهدوا معه ، ودفنوا معه في قبره بكربلاء.