نحو عام واحد من ولادة أخيه الحسن ، وتوفيت في يوم الثلاثاء ، ثالث أيام جمادى الآخرة (في مثل شهر ولادتها) سنة عشرة من الهجرة ، وكان ذلك بعد وفاة أبيها المصطفي صلىاللهعليهوآلهوسلم بخمسة وسبعين يوما ، فقد بلّغها في مرض موته أنّها أول أهله لحوقا به بعد وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ودفنت بالبقيع رضياللهعنها.
ويروى عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «سميتها فاطمة لأنّ الله عزوجل فطمها وفطم من أحبها عن النّار» ، وكانت أشبه برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صورة وسمتا وكلاما وتعبدا وخلقا عظيما.
وفي الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فاطمة بضعة (أي قطعة) منّي ، يرضيني ما يرضيها ، ويؤذيني ما يؤذيها».
وفي الحديث الثابت عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لكل أبناء نبيّ عصبة ينتمون إليها إلا ابنتي فاطمة ؛ فأنا وليها وعصبتها» أخرجه الحاكم في المستدرك عن جابر ، وأخرجه أبو يعلى في المسند عن فاطمة ، وأخرجه آخرون.
ولهذا كان الأشراف كلهم من أبنائها رضياللهعنها ، أعني ذرية الحسن والحسين وزينب ، عند من يرى امتداد شرف النبوة إلى أبناء البنات كصاحب كتاب «إسماع الصم في إثبات الشرف من الأم» ، خلافا ل (ابن عبد السلام ، وابن عرفة ، والسرخسي ، والزمخشري) ، ووافقهم الكثيرون ، ومضى الحكم على هذا الاعتبار.
أمّا المحسّن أخو الحسنين فقد مات طفلا (من فاطمة).