فيه (الأستاذ الجوهري الشّافعي والأستاذ الشيخ الملّوي المالكي) ، وكانا من كبار العلماء العاملين ، وشاهدا ما بداخل البرزخ ، ثم ظهرا بما شاهداه ، وهو كرسي من الخشب الساج ، عليه طشت من ذهب ، فوقه ستارة من الحرير الأخضر ، تحتها كيس من الحرير الأخضر الرقيق ، داخله الرأس الشريف ، فانبنى على إخبارهم تحقيق هذا المشهد ، وبني المسجد والمشهد ، وأوقف عليه أوقافا يصرف على المسجد من ريعها».
* * *
هذا ، ولا أجد في هذا المقام خيرا من العبارة التي جاءت في المقريزي أختم بها موضوع الرأس الشريف : «ولحفظة الآثار وأصحاب الحديث ونقلة الأخبار ، ما إذا طولع وقف منه على السطور ، وعلم منه ما هو غير المشهور ، وإنما هذه البركات مشاهدة مرئية ، وهي بصحة الدعوى ملية ، والعمل بالنية».
أو كما قال ابن الجوزي : «ففي أي مكان كان رأس الحسين أو جسده فهو ساكن في القلوب والضمائر ، قاطن في الأسرار والخواطر» (انتهى).
نقول : وبعد هذا التحقيق العلمي الحاسم (وما قدمناه قبله) لم يبق وجه للملاحاة والجدل حول هذا الموضوع ، ويجب العلم بأنّه ليس من أمهات العقائد حتّى تتاجر به (هيئات المنتفعين بالدعوة الوهابية) فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، والحسين هو الحسين ، أمس واليوم وغدا ، إلى يوم القيامة ، ولينطح الصخر من أراد أن يدمر رأس نفسه.
* * *