ومنزلته في القلوب ، ومع توالي الإلحاح استجابت بعض الجهات المسئولة إلى ما استطاعت ، حتّى قررت وزارة الأوقاف إقامة واجهة جديدة تتقدم الواجهة القديمة بحيث تليق بمنزلة صاحب المقام ، وجعلت طول هذه الواجهة (٤٥) مترا وعرضها (٨) أمتار ، وروعي في الواجهة الجديدة أن تكون أقصر من القديمة ، حتّى تظهر شرفات الواجهة القديمة ، وقد صممت هذه الواجهة بحيث جاءت آية في الدقة والإبداع ، وتتكون الواجهة من حائط تزخرفه سبعة عقود مدببة ، يرتكز كل منها على عمودين من الرخام ، ويحيط بهذه العقود شريط من الزخارف الجصية البديعة ، ويستعمل ثلاث من هذه العقود كأبواب ، أما الأربعة الباقية فهي نوافذ ، وستكون النوافذ مملوءة بالبرنز المخرم ، وكذا النصف العلوي من الأبواب ، وستتدلى من الحوائط المحصورة بين العقود مشكاوات بديعة التصميم ، ويعلو كل منها دائرة من الزخارف الجصية في توازن وتماثل محكم .. وستقام مئذنة في الطرف الجنوبي الشرقي مماثلة للمئذنة الموجودة في الطرف الجنوبي الغربي ومن نفس الطراز ، (مجاورة للمئذنة الأيوبية الموجودة الآن).
ثمّ حالت الظروف المالية الطارئة دون سرعة التنفيذ حتّى تبرع أحد كبار المحبين بمبلغ نصف مليون جنيه لتحقيق هذا الحلم الجميل بحق ، وبدأت إحدى الشركات الكبرى عملها فعلا ، ثمّ تصدّى لها بعض المسئولين بأسباب غير مقنعة إطلاقا ، فأوقف العمل وحطم الأمل ، ولكن الله غالب على أمره ، وسوف يتحقق الأمل بإذن الله يوما من الأيام ،