والبعد (١) المسقطين ، وسيأتي ما يدل عليه.
______________________________________________________
ـ السعي إلى الجمعة أو تحصل له مشقة وقد صرح باستثنائه في صحيح زرارة المتقدم.
وكذا لا يجب الحضور على الأعمى بلا خلاف فيه للنصوص السابقة ، وهي مطلقة سواء كان مما يشق عليه الحضور وعدمه ، وسواء وجد قائدا أو كان قريبا للمسجد للإطلاق.
وذهب الشيخ إلى استثناء صاحب العرج مع أن النصوص خالية منه ، نعم قيده المحقق في المعتبر بالبالغ حد الإقعاد وهو حسن لأن من هذا شأنه فهو من مصاديق المريض وغير متمكن للسعي إلى الجمعة.
واعلم أن في حكم هذه الأعذار المطر بل في التذكرة أنه لا خلاف فيه بين العلماء ، ويدل عليه صحيح عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليهالسلام : (لا بأس أن تدع الجمعة في المطر) (١). وألحق العلامة وبعض من تأخر عنه بالمطر الوحل والحر والبرد الشديدين إذا خاف الضرر معهما ، وهو حسن للحرج ، وألحق الشهيد الثاني في المسالك والروض خائف احتراق الخبز أو فساد الطعام ويجب تقييده بالمضر فوته كما في المدارك.
(١) فلا يجب الحضور على من بعد أكثر من فرسخين للأخبار الآتي بعضها ، لكن اختلفوا فعن الشيخ في المبسوط والخلاف والمرتضى وابن إدريس بل هو المشهور أن حده أزيد من فرسخين لصحيح محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام : (تجب على من كان منها على رأس فرسخين ، فإذا زاد على ذلك فليس عليه شيء) (٢).
واختار الصدوق وابن حمزة أنه من كان على رأس الفرسخين فلا يجب عليه الحضور لصحيح زرارة عن أبي جعفر المتقدم : (ووضعها عن تسعة. إلى أن قال. ومن كان منها على رأس فرسخين) (٣) وحملت هذه الرواية على إرادة الزائد عن الفرسخين لأن الترجيح للخبر السابق المؤيد بطائفة من الأخبار التي سيمر عليك بعضها.
وذهب ابن أبي عقيل إلى أن الجمعة تجب من غدا من منزله بعد صلاة الغداة فيدرك الجمعة ، وذهب ابن الجنيد إلى وجوب السعي إليها على كل مسلم إذا راح منها أدرك منزله قبل خروج نهار يومه ومستندهما صحيح زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام : (الجمعة واجبة على من إن صلى الغداة في أهله أدرك الجمعة ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إنما يصلي العصر في وقت الظهر في سائر الأيام كي إذا قضوا الصلاة مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رجعوا إلى ـ
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٢٣ ـ من أبواب صلاة الجمعة حديث ١.
(٢) الوسائل الباب ـ ٤ ـ من أبواب صلاة الجمعة حديث ٦.
(٣) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب صلاة الجمعة حديث ١.