من كان بمنزلة الوالد يحق له أن يسب الناس ، ويتهمهم بالغدر ، والخيانة ، والإثم؟!.
وأيضا .. فإن رواية البخاري تقول : إنهما قد استبا (١) ، فهل سب علي «عليهالسلام» للعباس كان دلالا أيضا؟ وهل كان علي بمنزلة الوالد بالنسبة للعباس؟!.
وهل كان هذا الدلال مما جرت عليه عادة العرب؟!.
وهل يصح الردع عن الخطأ بهذا الأسلوب الفاحش والبذيء؟!.
ثم إننا لم نعلم ما الذي فعله علي «عليهالسلام» بأرض بني النضير حتى استحق الوصف بالغدر والخيانة؟!
فهل فعل فيها غير ما كان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يفعله؟!
ولو أنه تعدى في فعله ، فهل يكون غادرا ، وخائنا؟! ولمن يا ترى؟! وهل يمكن أن يظن العباس بعلي أو العكس : أنه يرتكب الخطأ الفاحش الذي هو على حد الخيانة والغدر عن عمد وقصد؟!.
أسئلة ننتظر الجواب عنها بصورة منصفة ومقنعة ، وهيهات.
وثانيا : قال العلامة المظفر : «إنه يصرح بأن عمر ناشد القوم ومن جملتهم عثمان ؛ فشهدوا بأن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قال : لا نورث.
وهو مناف لما رواه البخاري (٢) عن عائشة ، أنها قالت : أرسل أزواج
__________________
(١) صحيح البخاري ج ٣ ص ١١ وغيره.
(٢) تقدمت مصادر الرواية عن قريب ، فقد رواها البخاري ومسلم وعبد الرزاق وغيرهم ، فراجع.