حقها ، ومنعها إرثها ، وسائر أموالها.
وذلك لأنها عرفت أن بكاءهما وخضوعهما لها إنما يرمي إلى التأثير عليها عاطفيا ، من دون تقديم أي تراجع عن موقفهما السابق ، أو تقديم أي اعتذار مقبول عنه.
ومعنى ذلك هو : أنهما قد أرادا من وراء استرضائهما إياها «عليهاالسلام» ، هو أن يصبح بإمكانهما دعوى : أن فاطمة قد رضيت ، وطابت نفسها ، بل وأقرتهما على ما فعلاه وسلمت لهما بما ادعياه.
ولكن وصيتها بأن تدفن ليلا ، ثم تنفيذ هذه الوصية من قبل أمير المؤمنين علي «عليهالسلام» قد فوت الفرصة على كل دعوى ، وسد السبيل أمام أي تزوير.
فلم يبق أمام أولئك الذين يقدسون هؤلاء الغاصبين ويؤيدونهم إلا الإعلان بالخلاف ، والإصرار على الباطل. بل إن بعضهم لم يستطع إخفاء ما يجنه من حقد وضغينة ، فجاهر بالطعن ، والانتقاص ، والنيل من مقامها ، وحاول ـ ما أمكنه ـ تصغير عظيم منزلتها ..
فأنكر بعضهم كونها واجبة العصمة (١) لأجل ذلك ، رغم أن الكتاب العزيز قد نص على طهارتها ، وعلى أنها بريئة من أي رجس أو رين .. كما أن الحديث المتواتر عن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حول أن الله يغضب لغضبها (٢) يدل على عصمتها كذلك.
__________________
(١) راجع : البداية والنهاية ج ٥ ص ٢٨٩ وراجع : ج ٤ ص ٢٠٣.
(٢) تقدمت مصادر كثيرة لهذا النص في الجزء الخامس من هذا الكتاب ، في فصل :