يقل في أهميته عن أي من الأحداث الكبرى في العهد النبوي الشريف ..
ويتضح ذلك بصورة أجلى وأتم من خلال دراستنا لكثير من النصوص والآثار التي وردت في هذه الواقعة ..
ولا أدل على ذلك من أنهم يقولون : إن سورة الحشر ـ بتمامها ـ قد نزلت في هذه المناسبة .. وهذا يبرهن على الأهمية البالغة لهذه الواقعة ، وعلى أنها كانت تمثل تحولا كبيرا وإيجابيا ، في مسيرة العمل والعاملين في سبيل الله سبحانه من جهة .. كما أنها تعتبر ـ من الجهة الأخرى ـ ضربة قاسية وقاصمة لأعداء الله ، وأعداء دينه من الكافرين ..
فقد كان اليهود ـ الذين كان بنو النضير أقواهم شوكة ، وأشدهم شكيمة ، وأعزهم عزة ـ يعيشون في قلب الدولة الإسلامية ، وحيث كان بإمكانهم الاطلاع على أدق دقائقها ، وعلى حقائق خفاياها ونواياها ، ثم الوقوف على المستوى الحقيقي والدقيق لما تملكه من قدرات وإمكانات مادية ومعنوية .. وعلى كل الواقع الذي كان قائما في داخل المجتمع الإسلامي ، سواء على مستوى العلاقات والارتباطات فيما بين فئات ذلك المجتمع ، أو سائر المجالات ، ومختلف المواقع.
كما أنهم ـ أعني اليهود ـ كانوا يملكون أذرعة ظاهرة وخفية ، ممتدة هنا وهناك ، وفي عمق المجتمع الإسلامي الجديد ، حتى على مستوى بعض القيادات فيه ، والتي كانت تساهم بشكل فعال في صنع القرار ، أو في عرقلته وتعطيله. ثم إن لليهود الهيمنة الروحية والثقافية والعلمية على الأكثرية الساحقة ، التي يفترض فيها : أن تكون القاعدة الصلبة ، والقوية ، التي تعتمد عليها تلك القيادة في تنفيذ القرار ، ، وفي فعاليته ، وقوة تأثيره ، ثم في