القوم ، فقام وخرج راجعا إلى المدينة.
فلما استلبث النبي «صلىاللهعليهوآله» أصحابه قاموا في طلبه ، فلقوا رجلا مقبلا من المدينة ، فسألوه عنه فقال : رأيته داخلا المدينة. فأقبل أصحاب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حتى انتهوا إليه ، فأخبرهم الخبر بما كانت اليهود أرادت من الغدر به.
قال الواقدي : فبعث رسول الله «صلىاللهعليهوآله» محمد بن مسلمة يأمرهم بالخروج من جواره وبلده ، فبعث إليهم أهل النفاق يثبتونهم ويحرضونهم على المقام ويعدونهم النصر ، فقويت عند ذلك نفوسهم ، وحمي حيي بن أخطب ، وبعثوا إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : أنهم لا يخرجون ، ونابذوه بنقض العهود. فعند ذلك أمر الناس بالخروج إليهم.
قال الواقدي : فحاصروهم خمس عشرة ليلة.
وقال ابن إسحاق : وأمر النبي «صلىاللهعليهوآله» بالتهيؤ لحربهم والمسير إليهم.
قال ابن هشام : واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم ، وذلك في شهر ربيع الأول.
قال ابن إسحاق : فسار حتى نزل بهم فحاصرهم ست ليال ، ونزل تحريم الخمر حينئذ ، وتحصنوا في الحصون ، فأمر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بقطع النخيل والتحريق فيها ، فنادوه : أن يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد وتعيب من صنعه ، فما بال قطع النخيل وتحريقها؟
قال : وقد كان رهط من بني عوف بن الخزرج منهم عبد الله بن أبي ، ووديعة ، ومالك ، وسويد ، وداعس قد بعثوا إلى بني النضير أن اثبتوا وتمنعوا ،