فإذا كان بينهما سنتان (وإذا كانت قريظة التي هي بعد الخندق مباشرة) في السنة الرابعة فلا شك في كون غزوة بني النضير قد حصلت في السنة الثانية ، بعد بدر مباشرة ، لا بعد غزوة أحد.
٤ ـ إن بعض النصوص تذكر : أن سبب غزوة بني النضير هو : أن كفار قريش كتبوا ـ بعد بدر ـ إلى اليهود يهددونهم ، ويأمرونهم بقتال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فأجمع حينئذ بنو النضير على الغدر ، وأرسلوا إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» : أن اخرج إلينا في ثلاثين من أصحابك.
ثم تذكر الرواية كيف : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» غدا عليهم بالكتائب فحصرهم ، وطلب منهم العهد ، فقاتلهم يومه ذاك ثم تركهم وغدا إلى بني قريظة ، ودعاهم إلى أن يعاهدوه ففعلوا. فانصرف عنهم إلى بني النضير بالكتائب ، فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء (١).
وعند العسقلاني : أن هذا أقوى مما ذكره ابن إسحاق من أن سبب غزوة بني النضير هو طلبه «صلىاللهعليهوآله» منهم المساعدة في دية
__________________
(١) راجع : الدر المنثور ج ٦ ص ١٨٩ عن عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر والبيهقي : وأبي داود وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٣ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٦٣ ، والمصنف للصنعاني ج ٥ ص ٣٦٠ وسنن أبي داود ج ٣ ص ١٥٦ و ١٥٧ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٢ ص ٤٤٥ و ٤٤٦ وفتح الباري ج ٧ ص ٢٥٥ عن ابن مردويه ، وعبد بن حميد في تفسيره عن عبد الرزاق وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص ١٢٠ وتفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٣٣١ ووفاء الوفاء ج ١ ص ٢٩٨ وحياة الصحابة ج ١ ص ٣٩٧ ولباب التأويل ج ٤ ص ٢٤٤ ومدارك التنزيل بهامشه نفس الصفحة وأسباب النزول ص ٢٣٦.