فيلاحظ في هذا الكتاب :
١ ـ إنه يذكر : أن إسلام همدان قد بلغه بعد رجوعه من تبوك ، وهو يدل على أنهم قد أسلموا في بلادهم قبل وصول وفدهم إليه ، بل إن هذا الكتاب نفسه يدل على أنهم قد أسلموا أولا ، فبلغ ذلك النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فكتب لهم هذا الكتاب ، ولعلهم قد أرسلوا إليه وفدا بعد وصول هذا الكتاب إليهم ..
٢ ـ إن هذا الكتاب كان بخط علي «عليهالسلام» ، فلعله كان هو الذي أخبر النبي «صلىاللهعليهوآله» بإسلامهم.
ولكن السؤال هنا هو : إذا كان علي «عليهالسلام» قد ذهب إليهم فور الفراغ من حرب حنين ، فإنه قد عاد قبل غزوة تبوك قطعا ، لأن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد خلفه في المدينة في هذه الغزوة قائلا له : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ..» ، فلما ذا أخر إخبار النبي «صلىاللهعليهوآله» بإسلامهم إلى ما بعد عودته من تبوك؟!
بل إن النصوص المتقدمة قد صرحت : بأنه لما أسلمت همدان كتب «عليهالسلام» إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بإسلامهم ، فلما قرأ الكتاب خر «صلىاللهعليهوآله» ساجدا ، وقال : السلام على همدان الخ ..
ويمكن أن يجاب : بأن ذلك وإن كان صحيحا ، لكن لعله «صلى الله
__________________
ـ والكامل لابن عدي ج ٦ ص ٢٤١٤ والإكليل ج ١٠ ص ٤٩. وفي رسالات نبوية : قال الحافظ وابن الأثير : أخرج الطبراني ـ ثم ساق الكتاب ، فقال ـ قال ابن الأثير : أخرجه ابن مندة ، وأبو نعيم ، وابن عبد البر ، وأخرجه ابن سعد في الطبقات.