توطئة وتمهيد :
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) (١).
نزلت هذه الآية الشريفة في حجة الوداع ، لتؤكد على لزوم تبليغ النبي «صلىاللهعليهوآله» ما أمر به من أمر الإمامة. وولاية علي «عليه الصلاة والسلام» على الناس. كما ذكرته المصادر الكثيرة والروايات الموثوقة .. ولسنا هنا بصدد الحديث عن ذلك.
وقد يرى البعض : أن هذه الآية قد تضمنت تهديدا للرسول نفسه ، بالعذاب والعقاب إن لم يبلّغ ما أنزل إليه من ربه ، وفي بعض الروايات الآتية : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد ذكر ذلك في خطبته للناس يوم الغدير.
ولكننا نقول :
إن التهديد الحقيقي موجه لفئات من الناس كان يخشاها الرسول ، كما صرح به هو نفسه «صلىاللهعليهوآله» ولم يكن النبي «صلىاللهعليهوآله»
__________________
(١) الآية ٦٧ من سورة المائدة.