المعارضون :
ثم إننا إذا رجعنا إلى القرآن الكريم ، فسنجد أنه قد أفصح لنا عن وجود فئات من الناس ، كانت تقف في وجه الرسول «صلىاللهعليهوآله» مباشرة ، وتسعى لعرقلة حركته ، وتمنعه من بيان أمر الإمامة ، وإقامة الحجة فيها ، حتى احتاج «صلىاللهعليهوآله» إلى طلب العصمة من الله سبحانه ، ليتمكن من مواجهة هؤلاء ، وكبح جماحهم.
فمن هم هؤلاء الأشرار الأفّاكون ، والعتاة المجرمون؟!. الذين يجترئون على مقام النبوة الأقدس ، ويقفون في وجه إبلاغ أوامر الله ، وأحكامه؟!.
الجواب :
إن كتب التاريخ والحديث ، والسيرة زاخرة بالشواهد والدلائل القاطعة ، والبراهين الساطعة ، التي تكشف لنا القناع عن وجه هؤلاء ، وتظهر مدى تصميمهم على رفض هذا الأمر ، ومحاربته ، وطمسه ومنابذته ، بكل ما أوتوا من حول وقوة ..
ونحن في مقام التعريف بهم ، والدلالة عليهم نبادر إلى القول : إنهم ـ للأسف ـ قوم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وقريش ، بالذات .. قريش ، التي حاربت الإسلام في بدء ظهوره ، وحاربته وهو غضّ طري العود ، ثم حاربته بعد أن ضرب بجرانه ، وعملت على زعزعة أركانه ، حينما أرادت حرمانه من العنصر الضروري والأهم للحياة وللإستمرار ، والبقاء .. وأعني به عنصر الإمامة والقيادة. والنصوص التالية خير شاهد على سياسات قريش هذه. فلنقرأها بتمعن ، وصبر ، وأناة.