عليه ، مبطل في ما يدّعيه.
وقد جاءت هذه الإشارات اللائحة ، والدلالات الواضحة قبل وفاته «صلىاللهعليهوآله» بيسير ، وقد واجه علي «عليهالسلام» المحنة التي فرضها عليه نفس هؤلاء الذين خاطبهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بهذا الخطاب!! واستنطقهم ، وقررهم ، وردوا عليه الجواب. وهم الذين هنأوا عليا «عليهالسلام» ، وبخبخوا له ، وبايعوه ، حتى قال ابن عباس : وجبت ـ والله ـ في أعناق القوم.
أمهات المؤمنين يهنئن عليا عليهالسلام :
وقد تقدم : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد أمر أمهات المؤمنين بأن يسرن إلى علي «عليهالسلام» ويهنئنه ، ففعلن ، وما ذلك إلا لأنه يريد أن يقطع العذر لمن تريد منهن أن تشن عليه حربا ضروسا ، يقتل فيها المئات والألوف ، فلا تدّعي أنها لم تعرف شيئا مما جرى في يوم الغدير ، لأنها كانت معزولة في خدرها عن الحدث ، رهينة الحجاب المفروض عليها.
أو أن تدّعي : أن ما عرفته من أفواه الناس من أقاربها كان لا يقيم حجة ، ولا يقطع عذرا ، أما النساء فإنهن وإن أبلغنها بشيء مما كان يجري ، لكن حالهن حالها ، وربما يبلغها ما لا يبلغهن ، أو أن ما يبلغها قد يكون أكثر دقة مما يتناهى إلى مسامعهن ، بعد أن تعبث به الأهواء ، ويختلط مع التفسيرات والتأويلات ، والإجتهادات وما إلى ذلك ..
وإن نفس الطلب إلى نساء النبي «صلىاللهعليهوآله» بأن يقمن بهذا الأمر ، لا بد أن يفسح المجال لسؤالهن عن سبب هذه التهنئة ، وعن حقيقة