دراسة الحدث في حدود الزمان والمكان :
ونحن في نطاق فهمنا لموقف النبي «صلىاللهعليهوآله» في حجة الوداع في منى وعرفات ، ومنع قريش له من نصب علي «عليهالسلام» إماما للأمة ، نسجل النقاط التالية :
١ ـ يوم عبادة :
إن يوم عرفة هو يوم عبادة ودعاء وابتهال ، وتوبة وانقطاع إلى الله ، سبحانه ، ويكون فيه كل واحد من الناس منشغلا بنفسه ، وبمناجاة ربه ، لا يتوقع في موقفه ذاك أي نشاط سياسي عام ، ولا يخطر ذلك له على بال.
وهو يوم لا نظير له في تاريخ حياتهم ، لأنهم يحجون مع أكرم وأعظم نبي في فرصة وحيدة ونادرة في تاريخ البشرية.
وهو أفضل الأيام ، وأكثرها انسجاما مع أجواء التقوى والإنضباط مع القرارات الإلهية ، والخضوع لمشيئته ، وتنفيذ أوامره تعالى ، وقد لفت النبي «صلىاللهعليهوآله» نظرهم إلى هذا الأمر حين قررهم «صلىاللهعليهوآله» في خطبته ، فأقروا بفضل هذا اليوم عند الله (١).
فإذا رأى الإنسان المؤمن أن النبي الأكرم «صلىاللهعليهوآله» يبادر إلى عمل من هذا القبيل ، فلا بد وأن يشعر : أن هناك أمرا بالغ الخطورة ، وفائق الأهمية ، فينشدّ لسماع ذلك الأمر ، والتعرف عليه ، ويلاحق جزئياته بدقة ووعي ، وبانتباه فائق. فإذا رأى تمرد أصحابه عليه ، وعاين إساءة الأدب
__________________
(١) راجع : خطبة النبي «صلىاللهعليهوآله» في حجة الوداع.