ما المراد باستدارة الزمان؟! :
١ ـ وحول المراد من استدارة الزمان ، كهيئة يوم خلق الله تعالى السماوات والأرض نقول :
إن العرب كانوا يؤخرون المحرم إلى صفر ، وهو النسيء ، ليقاتلوا فيه ، وفي السنة الثانية ينقلونه شهرا ، فيصير في ربيع الأول ، وهكذا .. فينتقل المحرم من شهر إلى شهر ، وتنتقل سائر الشهور وراءه تبعا له ، حتى يمر في جميع شهور السنة ..
فلما كانت تلك السنة ، أعني سنة حجة الوداع كان قد عاد إلى زمنه الطبيعي المخصوص به قبل ذلك النقل المتكرر ، ودارت السنة وعادت كهيئتها الأولى ، فجاء في تلك السنة متوافقا مع ذي الحجة الواقعي ..
٢ ـ وأما نسبة رجب إلى مضر ، فلأن مضرا كانت تعظم هذا الشهر ، بخلاف غيرهم ، ثم حدد «صلىاللهعليهوآله» للناس الأشهر الحرم ، وذكر لهم : أن شهر رجب بين شعبان وجمادى ، لمزيد التوضيح والبيان ، لأنهم كانوا ينسئونه ، ويحولونه من شهر إلى شهر ، فكانت الأمور تختلط على الناس ، فأحب «صلىاللهعليهوآله» التأكيد على موقع الشهر الحرام منذ تلك السنة لكي تستقر الأمور ، ولا يضيع الناس بسبب تأثيرات النسيء على ذهنيتهم ، وليتم ضبط أمور الشهور لديهم ..
ففتحت أسماع أهل منى :
وقد تقدم : أن الله تعالى فتح أسماع جميع أهل منى ، حتى سمعوا النبي «صلىاللهعليهوآله» في منازلهم. وقد حصلت هذه المعجزة له «صلى الله