بها. ووضع أركانها ، وتعريف الناس بالأئمة الذين اختارهم الله لحمل هذه الأمانة.
فالآية ليس لها مفهوم. أي أنها لا تريد أن تقول : إنني في هذا اليوم فقط رضيت لكم الإسلام دينا ، بل تريد أن تقول : إن يأس الكفار ، وإكمال الدين وإتمام النعمة كان في هذا اليوم ، وأن الله سبحانه كان دائما راضيا بالإسلام التام والشامل دينا للبشرية ..
آية الإكمال نزلت مرتين :
وبعد .. فإنه يبدولنا أن سورة المائدة قد نزلت يوم عرفة دفعة واحدة ، فقرأها النبي «صلىاللهعليهوآله» على الناس ، وسمعوا آية الإكمال ، وحاول أن يبلغ أمر الإمامة في عرفة ، فمنعته قريش وأعوانها ، ثم بدأت الأحداث تتوالى ، وتنزل الآيات المرتبطة بكل حدث على حدة. فنزلت بعد ذلك آية : (بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) (١). وجاءته بالعصمة من ربه ، فبادر إلى إعلان إمامة علي «عليهالسلام» يوم الغدير ، ثم تلا عليهم ، أو نزلت عليه آية الإكمال بعد نصبه «صلىاللهعليهوآله» عليا «عليهالسلام» في ذلك اليوم الأغر ، وقبل أن يشرع الناس بالتفرق.
فيكون الحديثان في نزول هذه الآية صحيحين معا ، لكن نزولها يوم عرفة كان في ضمن السورة ، التي نزلت دفعة واحدة ، ونزولها يوم الغدير كان بصورة منفردة عن بقية آيات السورة ، بل ومنفردة عن سائر فقرات
__________________
(١) الآية ٦٧ من سورة المائدة.