الإنسان على بصيرة من أمره ، فلا يموت ميتة جاهلية. كما تقدم عن الرسول الأعظم «صلىاللهعليهوآله».
واشتراط الحديث الشريف تحصيل معرفة الإمام في النجاة من الهلكة ، وذلك في صيغة عامة تشمل كل إنسان ، حتى ولو لم يكن يعتنق الإسلام ، حيث قال : «من مات ولم يعرف إمام زمانه ..» ، ولم يقل : إذا مات المسلم ولم يعرف .. الخ ..
إن هذا الإشتراط يوضح لنا : أن تجاهل قضية الإمامة ، وعدم حسم الأمر في موضوع الأسوة والقدوة يساوي رفضها ، وإبعادها عن محيط الحياة والإنسان في كونه يوجب الميتة الجاهلية ، ويترك آثاره السلبية المهلكة والمبيدة ، على مجمل حياة هذا الكائن وعلى مستقبله ومصيره ، في الدنيا والآخرة.
ومما يدل على ذلك ، ويثبته ويؤكده : أنه تعالى قد اعتبر عدم إبلاغ أمر الإمامة إلى الناس ، يساوي عدم إبلاغ الرسالة نفسها من الأساس ، وذلك يعني : أنه لا يمكن التسامح فيها ولا المحاباة ، كما أنه لا مجال لإبعادها وتعطيلها ، لأن ذلك يعني إبعاد الدين وتعطيله ، ومنعه من أن يكون هو سيد الموقف ، وصاحب القرار في حياة الإنسان ، وفي مجمل مواقفه وفي مستقبله.
الإمامة .. تعدل الرسالة كلها :
لا شك في أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد بلّغ هذا الدين في عقائده وشرائعه ، ومفاهيمه ، وقيمه ، وسياساته ، وغير ذلك طيلة ثلاث وعشرين