نعم ، لقد كان هذا هو موقفهم من الرسول ، وهم الذين يدعي البعض لهم مقام العصمة عن كل ذنب ، ويمنحهم وسام الاجتهاد في الشريعة والدين (!!).
التدبير النبوي :
وتوضيحا لما جرى نقول :
لقد أعلن النبي «صلىاللهعليهوآله» في سنة عشر من الهجرة : أنه يريد الحج ، وأرسل إلى الآفاق يخبرهم ويدعوهم إلى ذلك.
ونفر إليه الناس سراعا من كل حدب وصوب واجتمعت في ذلك الموسم عشرات الألوف من كل بلد وحي وقبيلة ، ليحجوا مع أكرم مخلوق ، وأفضل نبي ، ثم يرجعون إلى بلادهم من سفر محفوف بالأخطار ، وبعد طول انتظار ، ويحدثونهم بما جرى لهم وصار.
وسيصغي الناس إليهم بشغف وبتلذذ ، فإن للحجاج أحاديثهم وذكرياتهم ، التي يرغب الناس في سماعها حتى لو كانت لا تعني لهم شيئا في الظروف العادية ، فكيف إذا كانت هذه الأحاديث لها علاقة بأفضل وأكمل ، وأقدس ، وأعزّ ، وأغلى ، وأشرف إنسان في الوجود؟ وسيحدثونهم عن كل لفتة وبسمة ، وعن كل كلمة وحركة ، وغير ذلك مما لا بد أن يبقى محفورا في قلوبهم .. طيلة حياتهم ..
أما إذا حدث أمام أعينهم ما لم يكن في الحسبان ، وكان الحدث قد صنعه أناس يدّعون القرب منه «صلىاللهعليهوآله» ، والإثرة لديه ، فإن ذلك سوف يكون له وقع الصاعقة عليهم ، خصوصا إذا وجدوا فيه مساسا