لأجل عدم دخول مكة ، بل كان لأمر آخر. قد يكون له ارتباط بعدم صحة اعتقادهم ، أو بعدم الرغبة في التخلي عن الرسوم التي كانت لدى أهل الجاهلية ، أو بعدم مبالاتهم بمراعات الأحكام الشرعية .. أو بغير ذلك ..
كما أن هذا التصرف الذي ظهر منهم في حجة الوداع يمثل فضيحة أخرى لهم ، ويبين أن ما يدعونه لأنفسهم من الطاعة لله ورسوله ، أو ما يدّعى لهم من العدالة والإستقامة ، هو مجرد ادّعاءات ، أو شعارات ترفع لتلافي الإحراج ، في مواقع الإستدلال والإحتجاج ..
تبرك الصحابة :
ورغم ظهور هذه الهنات في سلوك كثير من صحابة النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فإن ذلك لم يمنع النبي «صلىاللهعليهوآله» من أن يوزع شعره وأظفاره على الناس لأجل التبرك ، لأن ذلك يدخل في دائرة التشريع ، والتعليم لهم ، ولا يختص أثره بأهل تلك الحقبة ، بل يمتد إلى كل مسلم يأتي عبر الأجيال والأحقاب ..
هذا بالإضافة إلى أنه يفيد خالصي الإيمان منهم ، وكذلك الحال بالنسبة للتائبين والنادمين.
التبرك ، في معناه ومغزاه :
وإذا أردنا أن نعرف مغزى تشريع التبرك بالأنبياء والأوصياء ، وآثارهم ، حسبما أكده النبي «صلىاللهعليهوآله» للناس في مناسبات كثيرة ، ومنها هذا المورد الذي نحن بصدد الحديث عنه ، فعلينا أن نرجع أولا إلى معنى البركة في اللغة ، لنجد أنها تعني : النماء والزيادة ، فالتبرك : هو طلب ذلك ..