معه ، من قبل المدّعين للإخلاص في الإيمان ، والمظهرين للإستعداد للجهاد والتضحية ، فإن ذلك سيشكل مفاجأة له إلى حد الصدمة.
وسيتمكن كل من حضر الحج من مشاهدة ومعرفة ما يجري ، فإن الجميع يكونون في هذا اليوم مجتمعين في صعيد واحد.
أما في منى ، أو في سواها ، فالحجاج يكونون منصرفين إلى أعمال ، وموزعين في جهات مختلفة : هذا يرجم الجمرات ، وذلك يحلق أو يقصر ، وآخر يريد أن يذبح أضحيته ، وقد يكون هناك من لا يزال في الطريق ، كما أن هناك من فرغ من ذلك كله ، وذهب إلى خيمته للإستراحة ، أو ذهب إلى الحرم ليطوف ، أو ما إلى ذلك.
٢ ـ الإحرام :
ثم إن جميع الحجاج في موقف عرفة على حالة الإحرام ، الذي بدأوه بتلبية داعي الله تعالى ، وأعلنوا براءتهم من الشرك ورفضهم له ، وأقروا بأن كل شيء مملوك له تبارك وتعالى ، وصادر منه وعنه ، وهو وحده له الحمد ، والنعمة ، والملك ..
وفي الإحرام يمارسون الإمتناع عن الملذات ، وعن كثير مما يحل لهم ، وهم يخوضون تجربة السيطرة على دوافعهم الغريزية ، ومن ذلك امتناعهم عن النساء وما إلى ذلك ، وهم يمتنعون حتى عن إيذاء النملة والقملة ، فهل يمكن أن يؤذوا رسول الله «صلىاللهعليهوآله»؟! أو هل يقدمون على مخالفة أوامره ونواهيه؟!
كما أنهم يشعرون بمساواة غنيهم لفقيرهم ، وعالمهم بجاهلهم ، وكبيرهم