يوصف بالتمام في هذه الحال ، ولذلك قال : (أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) (١) ، وكذلك الحال في الصلاة بالنسبة لأجزائها ، فإن بطلان أو إسقاط أي جزء منها يوجب سقوط الصلاة نفسها ، وبطلانها.
والدين هو مجموعة قضايا ومفاهيم وأحكام ، لها آثارها الخاصة بها ، ولكل واحد منها طاعته ومعصيته على حدة .. فيصح التعبير عنه بالإكمال.
أما النعمة التي أتمها الله فهي هنا تشريع ما يكون موجبا لحفظ الدين ، وهو ولاية أولياء الله تبارك وتعالى ، لتقام بهم أركان الدين ، وتنشر بهم أعلامه. وبذلك يأمن المؤمنون من أي فتنة أو افتتان.
ويتحقق بذلك شرط قبول أعمال العباد ، فإذا نقض المسلمون عهدهم ، ولم يلتزموا بطاعة الإمام ، حرموا من بركات وجوده ، وعاشوا في المصائب والبلايا في حياتهم الدنيا ، ويكونون عرضة للفتن والمحن بما كسبت أيديهم.
الإسلام مرضي لله دائما :
وقد يتوهم : أن قوله : (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (٢) ، يدل على أن الإسلام لم يكن مرضيا قبل ذلك اليوم أيضا.
وهو توهم باطل ، فإن الإسلام مرضي لله دائما. والمراد بهذه الكلمة هنا : أن الله تعالى قد رضي لهم الإسلام دينا مطلقا وفي كل حين ، فلكونه رضيه لهم ، قد شرعه ، وبلّغه على لسان أنبيائه ورسله ، ووضع الضمانات لبيان حدوده وقواعده ، وهيأ الظروف لبقائه واستمراره ، من خلال تشريع الولاية ، وحمايته
__________________
(١) الآية ١٨٧ من سورة البقرة.
(٢) الآية ٣ من سورة المائدة.