الله ، والله خير الماكرين ..
ظروف فرضت نفسها :
إنه «صلىاللهعليهوآله» كان يعرف : أن معظم الناس قد أعلنوا الإسلام بعد فتح مكة ، أي في السنتين الأخيرتين من حياته «صلىاللهعليهوآله» ، وأن إسلام الأكثرين منهم كان سطحيا ، بل صوريا ، فرضته الظروف التي نشأت في المنطقة بعد فتح مكة ، حيث لم يكونوا يعرفون عن هذا الدين الشيء الكثير ، لأنهم كانوا يعيشون في بواديهم ، ووفق مناهجهم الجاهلية ، وعاداتهم القبلية ، ولم يكن زعماؤهم يسمحون للمبلغين المسلمين بأن يصلوا إليهم ، أو أن يحدثوهم بشيء عن هذا الدين وأحكامه ، ومفاهيمه ، وتفاصيله ، و .. و ..
وحتى الذين أسلموا منهم ، فإنهم قد عاشوا حياتهم بمفاهيم الجاهلية أيضا. ولم يفارقوا عاداتها ، ولم يتربّوا بعد على معاني الإيمان والإسلام. بل كان زعماؤهم هم الذين يتحكمون بهم ، ويسيّرون أمورهم ، ويهيمنون على حركتهم ..
ومن جهة أخرى : فقد كان هناك طامعون وطامحون قد أذكى طموحهم هذا التوسع السريع والهائل ، الذي كان من نصيب أهل الإسلام في فترة وجيزة جدا .. وهو توسع قد هيأ لهم المال الوفير والجاه العريض ، والنفوذ ، والقوة .. وما إلى ذلك من أمور لم يكونوا يحلمون بها ..
ومن جهة ثالثة : فقد كان في المدينة وحولها ، من لم يرق لهم الانصهار في المجتمع الإسلامي والذوبان فيه ، والانطلاق به في الحياة .. فكانوا