ثالثا : سيأتي أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد عزل أبا بكر عن هذه الصلاة بالذات.
رابعا : حتى لو فرضنا جدلا أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد صلى خلف أبي بكر ، فإن ذلك لا يثبت إمامة أبي بكر وخلافته على الأمة ، وذلك لما يلي :
١ ـ إن إمامة الجماعة لا تحتاج عند أهل السنة إلا إلى أن يكون الإمام مسلما ، محسنا للقراءة .. ولا تحتاج إلى فقه ، ولا إلى علم ، ولا إلى شجاعة ، ولا إلى عدالة وتقوى ولا إلى غير ذلك من الشرائط المعتبرة في الإمامة والخلافة.
٢ ـ لو صح أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد صلى خلف أبي بكر ، فإن ذلك لا يدل على أنه يرضاه لإمامة الأمة ، إذ لو دلت الصلاة خلف أبي بكر على إمامته لدلت على إمامة عبد الرحمن بن عوف أيضا ، فإنهم يدّعون أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد صلى خلفه في غزوة تبوك .. حسبما تقدم ..
٣ ـ لنفترض عدم صحة النقض بصلاته «صلىاللهعليهوآله» خلف ابن عوف ، لأنها لم تكن في مرض موت النبي «صلىاللهعليهوآله» .. أو لعدم صحتها في نفسها ، فإننا نقول :
إن عمر بن الخطاب قد أبطل تأثير فعل النبي «صلىاللهعليهوآله» في الدلالة على إمامة أو خلافة أبي بكر وغيره ، لأنه قال : إن النبي ليهجر ، أو غلبه الوجع .. أو نحو ذلك .. ولا يعتد بنصب أو بعزل من يكون في حالة هذيان أو يحتمل أنه كان كذلك ـ والعياذ بالله.
٤ ـ إنه «صلىاللهعليهوآله» قد أمر كثيرين من الصحابة بقيادة الجيوش والسرايا ، وجعل عددا من أصحابه ولاة على مكة وعلى غيرها.