الذين يدبّرون السماوات كنسبة أُولئك المدبّرين إلىٰ نفوسنا الناطقة.
فهذان القسمان قد اتفق الفلاسفة علىٰ إثباتهما ، ومنهم من أثبت نوعاً آخر من الملائكة ، وهي الملائكة الأرضية المدبّرة لأحوال هذا العالم السفلي.
ثم إنّ مدبرات هذا العالم إن كانت خيّرة فهم الملائكة ، وإن كانت شريرة فهم الشياطين ، فهذا تفصيل المذاهب في الملائكة » (١) انتهىٰ.
وفي بعض الكتب الكلامية ، قال صاحبه : « إنَّ الجواهر الغائبة عن الحواس الإنسانية إمّا أن تكون مؤثرة في الأجسام ، أو مدبّرة للأجسام ، أو لا تكون مؤثرة ولا مدبّرة لها.
والأول : هو العقول السماوية عند الحكماء ، والملأ الأعلىٰ في عرف الشرع.
والثاني : ينقسم إلىٰ : علويّة تدبّر الأجرام الفلكية ، وهي النفوس الفلكية عند الحكماء ، والملائكة السماوية عند أهل الشرع.
وإلىٰ سفلية تدبّر عالم العناصر ، وهي إمّا أن تكون مدبّرة للبسائط الأربعة : النار ، والهواء ، والماء ، والأرض ، وأنواع الكائنات ، وهم يسمّون : ملائكة الأرض وإليهم أشار صاحب الوحي صلىاللهعليهوآله وقال : ( جاءني ملك البحار وملك الجبال وملك الأمطار وملك الأرزاق ).
وإمّا أن تكون مدبّرة للأشخاص الجزئية ، وتسمّىٰ نفوساً أرضية ، كالنفوس الناطقة.
والثالث : وهي الجواهر الغائبة التي لا تكون مؤثرة ولا مدبّرة للأجسام ، تنقسم إلىٰ : خيّرة بالذات ، وهم الملائكة الكروبيون عند أهل الشرع ، وإلىٰ شريرة بالذات ، وهم الشياطين ، وإلىٰ مستعد للخير والشرّ ، وهم الجنّ » (٢) انتهىٰ.
وقال صدر المتألهين السبزواري قدسسره : « اعلم أنّ المبادئ الفاعلة إما لا علاقة لها مع
_____________________________
(١) « مفاتيح الغيب » ص ٣٤١ ـ ٣٤٢.
(٢) حكاه في « شرح الأسماء » ص ٧٠٧ ـ ٧٠٨ ، عن « الطوالع ».