الأجسام ، ولو علاقة التدبير ، فهي الأنوار القاهرة ، فإمّا مترتّبة وهي الطبقة الطولية من القواهر الأعلين ، وإمّا متكافئة وهي الطبقة المرضية من القواهر الأدنين ، وكلّهم مهيمون في مشاهدة جماله ، عبّر عنهم القرآن الكريم بـ ( وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ) (١) و ( فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ) (٢).
وإمّا لها علاقة مع الأجسام ، فكلّ منها إمّا مبدأ أفعالٍ مختلفة ، وإمّا مبدأ فعلٍ واحد.
وعلىٰ كلّ واحد من التقديرين ؛ إما مع الشعور ، وإما عديم الشعور. فمبادئ الأفعال المختلفة بلا شعور هي النفوس النباتية ، ومع الشعور الجزئي أو الكلّي هي النفوس الناطقة والنفوس الحيوانية الحساسة المتحرّكة.
ومبادئ الفعل الواحد الذي علىٰ وتيرة واحدة مع الشعور هي النفوس السماوية ، ومبادئ الفعل الواحد بلا شعور إن لم يقوّم المحلّ هي المبادئ العرضية ، وإن قوّمت ؛ فإمّا في البسيط فهي الطبائع ، وإما في المركّب فهي الصور النوعية.
فجميع تلك المبادئ ملائكة سماوية وملائكة أرضية ، ولكن باعتبار جهاتها النورية ، وباعتبار أنّها متدلّيات بالحقّ » (٣) انتهىٰ.
وقال بعض العرفاء موافقاً بعض الأخبار : « إنّ لكلّ فرد من أفراد الإنسان ملكين موكلين به ، وهما مَلَك العمّالة ومَلَك العلّامة ، أحدهما حافظ الأعمال الصادرة عنه ، والآخر حافظ الصور العلمية التي يكتسبها ».
( الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّي )
أي يوجد ويحصل منّي من الأفعال والأعمال.
_____________________________
(١) « الصافات » الآية : ١. |
(٢) « النازعات » الآية : ٤. |
(٣) « شرح الأسماء » ص ٧٠٥ ـ ٧٠٦.