اسم ( الرحمن ) ، وليس المراد أن المتّصف بأصل الظّهور هو ( الله ) ؛ لأنَّ غيره أيضاً متّصف بالظهور ، كما قال عليهالسلام : ( وأظهر منها ثلاثة ). وهذا صريح بأنَّ أحد هذه الثلاثة الظاهرة هو ( الله ). وأمّا الآخران فلم ينقلهما علىٰ الخصوص.
ويحتمل أن يراد بهما ( الرحمن الرحيم ) ، ويؤيده آخر الحديث ، واقترانهما مع ( الله ) في التسمية ، ورجوع سائر الأسماء الحسنىٰ إلىٰ هذه الثلاثة ، عند التأمّل.
ثمّ قال : إلّا إنّ عدّ ( الرحمن الرحيم ) في جملة ما يتفرّع علىٰ الأركان ينافي هذا الاحتمال ، ولا يستقيم إلّا بتكلّف مذكور.
ونسب إلىٰ بعض الأفاضل : أنّه يفهم من لفظ ( تبارك ) : جواد ، ومن لفظ : ( تعالىٰ ) أحد.
قوله عليهالسلام : ( أربعة أركان ) ، قال الشارح (١) : اعتبار الأركان إما علىٰ سبيل التخييل والتمثيل ، أو علىٰ سبيل التحقيق باعتبار حروف هذه الأسماء ، فإنّ الحروف المكتوبة في كلّ واحد من الأسماء المذكورة أربعة.
ويحتمل أن يراد بالأركان كلمات تامّة مشتقّة من تلك الكلمات الثّلاث ومن حروفها ، وإن لم نعلمها بعينها.
قوله عليهالسلام : ( وذلك قول الله تعالىٰ : ( قُلِ ادْعُوا اللَّـهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـٰنَ ) (٢) ).
قال الشارح (٣) : إنّما لم يذكر الثالث لقصد الاختصار ، أو لأنّه أراد بالرحمن : المتّصف بالرحمة المطلقة الشاملة للرحمة الدنيوية والاُخروية » (٤).
قال قدسسره : « أقول : قد علمت حقيقة الاسم ، وأنّ هذه الألفاظ أسماء الأسماء ، فالمراد ـ وهم عليهمالسلام أعلم بمرادهم بذلك الاسم ـ : الوجود المطلق المنبسط ، الذي هو تجلّيه وصنعه ورحمته الواسعة الفعلية ، وجمله أربعة عبارة عن تجلّيه في الجبروت والملكوت والناسوت ، ونفس ذلك التّجلي ساقط الإضافة عنها.
_____________________________
(١) « شرح الكافي » للمازندراني ، ج ٣ ، ص ٣٧٨. |
(٢) « الإسراء » الآية : ١١٠. |
(٣) « شرح الكافي » للمازندراني ، ج ٣ ، ص ٣٨٣. |
(٤) « شرح الأسماء » ص ٧١٣ ـ ٧١٥. |