واحد منها مظهر ثلاثين اسماً باعتبار من الأسماء المحيطة.
ثمّ المقصود من ذكر الأسماء : إمّا تعداد علىٰ سبيل التمثيل فلا كلام ، وإمّا تعيين ثلاثين ، فيكون بعضها من الأسماء المركّبة ، كـ ( الرحمن الرحيم ) و ( العليّ العظيم ) مثلاً ، فإنَّ ( العلي ) ـ مثلاً ـ مفرداً اسم من أسمائه وله خاصيّة علیٰ حدة ، وكذا لـ ( العظيم ) ، ومركّباً اسم وله خاصّية اُخرىٰ ، ومن المركّبة : ( البارئ المنشئ ). فلا تكرار من الناسخ ، كما زعمه الشارح المذكور » (١) انتهىٰ كلامه الشريف.
الأركان : جمع « ركن » ، وهو جانب الشيء.
قول السائل : ( ملأت أركانَ كلِّ شيء ) أي أطرافه وجوانبه.
ثم اعلم أنّه كما قال العرفاء الشامخون : إنَّ كل نوع من الأنواع تحت اسم من أسماء الله تعالىٰ ، وذلك النوع مظهر ذلك الاسم ، كما أن الإنسان مظهر اسم ( الله ) ، والملك مظهر ( السبوح ) و ( القدّوس ) ، والفلك مظهر اسم ( الرفيع الدائم ) ، والحيوان مظهر ( السميع والبصير ) ، والأرض مظهر ( الخافض ) ، والهواء مظهر ( المروّح ) ، والماء مظهر ( المحيي ) ، والنار مظهر ( القهّار ) وهكذا.
وعلمت ممّا سبق أنّ الاسم عبارة عن المسمّىٰ مأخوذاً بتعيّن من التعيّنات الكماليّة ، فكما أنّ ماء الحياة الذي هو الوجود المطلق سارية في جميع الأودية ، ونفذت في أعماق الأشياء ، كذلك توابع الوجود التي تدور رحاها علىٰ قطب الوجود سارية في جميع الموجودات ، ولكن في كلٍّ بحسبه وقدره ، علىٰ ما اقتضته الحكمة الإلهية.
ثمّ إنَّ من الموجودات ما له أربعة أركان :
منها : أركان عرش علم الله تعالىٰ من العناية ، والقلم ، والقضاء ، والقدر. وأركان عرشه العيني من الركن الأبيض ، والركن الأصفر ، والأخضر ، والأحمر.
_____________________________
(١) « شرح الأسماء » ص ٧١٦.