والأركان الأربعة لكلّ واحد من هذه الأسماء عبارة عن الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة المعنويات ، أعني : حرارة العشق والابتهاج ، وبرودة الطمأنينة والإيقان ، ورطوبة القبول والإذعان ، أو الإحاطة والسريان ، ويبوسة التثبّت والاستقامة عند الملك المنّان ، نظير ما قال بعض أهل الذوق كجابر بن حيّان : إن السماوات وما فيها من العناصر الأربعة ، وحمل عليه قول أمير المؤمنين عليهالسلام في خطبة المشيئة ، المذكورة في نهج البلاغة. والصواب : الحمل علىٰ ما ذكرنا.
والغرض كلّ الغرض منه : تطبيق العالمين الظّاهر والباطن ، بجعل ذلك الاسم كالنّير ، والاثني عشر ركناً بروجه ، والثلاثين اسماً درجات كلّ برج ، حتّىٰ تتم ثلاثمائة وستون درجة ، وهي تعيّنات الأسماء التي انطوت فيها ، وهي مظهرها ، فيكون بعدد درجات دورة الفلك الظاهر » (١).
ثمّ قال قدسسره : « أو نقول : المراد بذلك الاسم : الغوث الأعظم الذي هو خاتمة كتاب الوجود ، كما أنّ المعنىٰ الأول الذي هو فاتحته وروحانيته ، وهو ختم الكلّ والاسم الأعظم ، وقال خلفاؤه : ( نحن الأسماء الحسنىٰ ) (٢) فجعله أربعة أجزاء ثلاثة منها ظاهرة ، هي : العقل والقلب والنفس ، وواحد مستور ، هو أصلها المحفوظ الذي لا يعلمها إلّا الله.
وهذه الثلاثة هي المشار إليها بقوله تعالىٰ : ( حم * عسق ) (٣) أي حقّ لا باطل ، « محمد » الذي هو العقل والنفس والقلب ، أو ( حم ) أي التسعة والتسعون من الأسماء ، هو : العقل والنفس والقلب من الإنسان الكامل ، أو الثّمانية والأربعون من الصور التي هي مجالي شمس الحقيقة ، هي : العقل والنفس والقلب ، ثم الأركان الاثنا عشر والدرجات الثلاثمائة والستون كما سبق.
وكان بروج نوره الواحد التي هي خلفاؤه في هذا العالم أيضاً اثني عشر ، كلّ
_____________________________
(١) « شرح الأسماء » ص ٧١٥ ـ ٧١٦. |
(٢) « بحار الأنوار » ج ٢٥ ، ص ٥. |
(٣) « الشورىٰ » الآية : ١ ـ ٢.