النفساني ، وهذه غايات المتوسّطين.
وقد تحملهم هذه الأنوار فيمشون علىٰ الماء والهواء ، وقد يصعدون إلىٰ السماء مع أبدان ، فيلتصقون ببعض السيارة العلوية ، وهذه أحكام الإقليم الثامن ، الذي فيه جابلقا وجابرصا وهورقليا ذات العجائب.
وأعظم الملكات ملكة موت ، ينسلخ النور المدبّر من الظلمات البدنيّة وإن لم يخل عن بقية علاقة مع البدن ، إلّا أنّه يبرز إلىٰ عالم النور ويصير معلّقاً بالأنوار القاهرة ، ويصير كأنّه موضوع في النّور المحيط.
وهذا [ المقام ] (١) عزيز جدّاً ، حكاه أفلاطون عن نفسه وهرمس وكبار الحكماء ، وصاحب هذه الشريعة وجماعة من المُنسلخين عن النواسيت ، ولا يخلو الأدوار عن هذه الأمور ، وكلّ شيء عنده بمقدار.
ومن لم يشاهد في نفسه هذه المقامات فلا يعترض علىٰ أساطين الحكمة ، فإنّ ذلك نقص وجهل وقصور ، ومن عبد الله علىٰ الإخلاص ، وتاب (٢) عن الظلمات ، ورفض مشاعره ، يشاهد ما لا يشاهد غيره » (٣) انتهىٰ كلامه رفع مقامه.
ثم إنّ من المعلوم أنّ مراد السائل بالنور هاهنا هو حقيقة الوجود التي أنارت كلّ الظلمات الإمكانية ، من الدرّة البيضاء إلىٰ الذرّة الهباء ، واستشرقت بها جميع الماهيات ، من الجواهر والأعراض وما فوقها ، وهو نور الأنوار ، بهر برهانه وقهر سلطانه.
( يا قُدّوسُ )
( سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والرّوح )
( القُدُّوس ) ـ بضم القاف وتشديد الدال مع ضمّها ـ وكذا ( السُبُّوح ) ، بمعنى :
_____________________________
(١) من المصدر. |
(٢) في المصدر : ومات. |
(٣) « حكمة الإشراق » ضمن مجموعة مصنفات شيخ الإشراق ، ج ١ ، ص ٢٥٢ ـ ٢٥٥ ، باختلاف.