الطاهر ، المنزّه عن العيوب والنقائض. وقد يفتح القاف في ( القدّوس ) والسين في ( السبوح ).
فهو تعالىٰ قدّوس ، أي منزّه عن جميع النقيصة والعيب حتّىٰ عن الماهيّة ؛ لأنه تعالىٰ ماهيته إنيته ، وهي تأكدّ الوجود والوجوب وشدّة النورية ، كما قرّر في محلّه ، ومجرّد عن جميع المواد ، سواء كانت المادّة بمعنىٰ المحلّ المستغني فيها ، كما في المادّة بمعنیٰ الموضوع بالنّسبة إلیٰ العرض ، أو كانت المادّة بمعنیٰ المتعلّق ، كما في البدن بالنسبة إلىٰ النفس ، أو كانت المادّة العقلية ، كالجنس إذا أخذ بشرط ( لا ) في البسائط الخارجيّة ، كالأعراض أو كالمادة التبعية ؛ لأنَّ هذه معنىٰ المادّة العقلية في الأعراض ، وكالماهية بالنسبة إلىٰ الوجود ، فإنَّ الماهية مادّة للوجود. فعلت ساحة كبريائه تعالىٰ عن أن يصل إليها أغبرة النقائص والحاجات والماهيات والموادّ علوّاً كبيراً ، كما قيل :
أنت المنزّه عن نقصٍ وعن شينٍ |
|
حاشاي حاشاي عن إثبات اثنين (١) |
( يا أَوَّلَ الأَوَّلينَ وَيا آخِر الآخِرينَ )
هاتان الأولية والآخرية ليستا زمانيتين كما يتبادر إلىٰ بعض الأوهام ؛ لأنّه تعالىٰ ليس في حدّ من حدود الزمان حتّىٰ يحيط به ، وكيف يسع للزمان الذي هو من مبدئه إلىٰ منتهاه كالآن الواحد بالنّسبة إلىٰ مقرَّبي حضرته تعالىٰ ، فكيف بجنابه أن يظهر الزمان في سطوح نوره تعالىٰ ؟
بل هذه الأوليّة والاخريّة سرمديّتان وذاتيتان ؛ إذ وعاء وجوده تعالىٰ هو السرمد ، كما أنّ وعاء وجودات العقول والنفوس المفارقة هو الدهر ، ووعاء الطبائع السيّالة
_____________________________
(١) لم نعثر عليه بهذا النظم وفي « ديوان الحلاج » ص ١٦٠ :
أأنت أم أنا هذا في إلهين |
|
حاشاك حاشاك من إثبات اثنين |