أحمد بن القاسم العبديّ ـ بجرجان ـ حدثنا جعفر بن سهل الدّقّاق قال : قلت لعبد الله ابن أحمد : أبو عبد الله ترك حديث الحمّانيّ من أجل الحديث الذي ادعى أنه سمع منه عن إسحاق الأزرق عن شريك عن بيان عن قيس عن المغيرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم «أبردوا بالظهر فإن شدة الحر من فيح جهنم».
حدثنيه محمّد بن عثمان أبو عمرو ، حدثنا الحمّانيّ ، حدثنا أحمد بن حنبل ، حدثنا إسحاق الأزرق قال الحمّانيّ. سمعته منه على باب هشيم. فقال أحمد : ما حدثت به الحمّانيّ ولا سمعه مني ولا سألني عن شيء. فقال عبد الله بن أحمد : ليس العلة هذا في ترك حديثه وكذبه ، ولكن حدث عن قريش بن حبان عن بكر بن وائل عن الزّهريّ عن عطاء بن يزيد عن أبي أيّوب عن النبي صلىاللهعليهوسلم في الأظفار ، وقريش بن حبان مات قبل أن يدخل الحمّانيّ البصرة وإنما سمعه من وكيع عن قريش.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق ، حدثنا عمر بن محمّد الجوهريّ ، حدثنا أبو بكر الأثرم قال : قلت لأبي عبد الله : ما تقول في ابن الحمّانيّ؟ فقال : ليس هو واحدا ولا اثنين ولا ثلاثة ولا أربعة يحكون عنه ، ثم قال : الأمر فيه أعظم من ذاك. وحمل عليه حملا شديدا في أمر الحديث.
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا محمّد ابن جعفر الرّاشدي ، حدثنا أبو بكر الأثرم قال : قال لي أبو عبد الله : الحديث الذي كان أبو الهيثم يرويه عن سفيان بن حسين عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس عن أبي : (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ) [البقرة ٢٢٦] رأيته في كتب عبد الله ابن موسى؟ فقلت : لا ، فقال : قد رواه يحيى بن إسماعيل ذاك الواسطيّ عن عبّاد وعن سفيان بن حسين ليس فيه أبيّ (٤) أوقفه على ابن عبّاس. قلت لأبي عبد الله (٥) : فإن ابن الحمّانيّ يرويه فنفض يده نفضة شديدة ثم قال : ابن الحمّانيّ الآن ليس عليه قياس. أمر ذلك عظيم ـ أو كما قال ـ إلا أنه قال : ابن الحمّانيّ الآن ليس عليه قياس (٦). ثم قال : سبحان الذي يستر من يشاء ، ورأيته شديد الغيظ عليه.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان قال : وأما
__________________
(٤) في المطبوعة : «ليس فيه أني أوقفه» تصحيف.
(٥) هنا خرم في نسخة الأنماطي حتى أثناء ترجمة ابن معين.
(٦) في الكوبريلي : «ليس عليه بأس» في الموضعين.