سمع إسحاق بن سليمان الرّازيّ ، ومكي بن إبراهيم البلخيّ ، وعلي بن محمّد الطنافسي. روى عنه الغرباء من أهل الري ، وهمذان ، وخراسان ، أحاديث مسندة قليلة. وكان قد انتقل عن الري وسكن نيسابور إلى أن مات بها وقدم بغداد واجتمع بها إليه مشايخ الصّوفيّة.
فأخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدثنا يحيى بن علي القصري ، حدثنا جعفر ابن محمّد بن نصير الخلدي قال : بلغني أن يحيى بن معاذ قدم إلى بغداد فاجتمع إليه النّساك ونصبوا له منصة وأقعدوه عليها وقعدوا بين يديه يتجارون ، فتكلم الجنيد فقال له يحيى : اسكت يا خروف مالك والكلام إذا تكلم الناس؟ قال : وكان ليحيى بن معاذ أخ يقال له إسماعيل بن معاذ وكان صاحب أدب وشعر ومجالسة للملوك ، وكانت له امرأة يقال لها فاطمة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا محمّد بن محمّد بن عبيد الله المقرئ ، حدثنا الحسن ابن علويه قال : سمعت يحيى بن معاذ يقول : من لم يكن ظاهره مع العوام فضة ، ومع المريدين ذهبا ، ومع العارفين المقربين درا وياقوتا ، فليس من حكماء الله المريدين. قال : وسمعت يحيى يقول : أحسن شيء كلام صحيح ، من لسان فصيح ، في وجه صبيح ، كلام رقيق ، يستخرج من بحر عميق ، على لسان رجل رفيق.
أخبرنا محمّد بن جعفر بن علان الورّاق ، أخبرنا الحسين بن أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن الهرويّ ، أخبرنا أبو إسحاق محمّد بن إبراهيم الوكيل ، أخبرنا محمّد بن محمود السمرقندي قال : سمعت يحيى بن معاذ الرّازيّ يقول : الكلام الحسن حسن ، وأحسن من الكلام معناه ، وأحسن من معناه استعماله ، وأحسن من استعماله ثوابه ، وأحسن من ثوابه رضى من يعمل له. قال : وسمعت يحيى يقول : إلهي حجتي حاجتي ، وعدتي فاقتي ، وسبيلي إليك نعمتك علي ، وشفيعي لديك إحسانك إليّ.
سمعت أبا سعد إسماعيل بن علي بن المثني الأسترآباذي ـ ببيت المقدس ـ يقول : سمعت أبي يقول : سمعت الحسن بن علويه يقول : سمعت يحيى بن معاذ يقول : إلهي أعلم أن لا سبيل إليك إلا بفضلك ، ولا انقطاع عنك إلا بعدلك ، إلهي
__________________
٧٤٩٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٤٨. والرسالة القشيرية ١ / ١١٩. وطبقات الصوفية ١٠٧ ـ ١١٤. وصفة الصفوة ٤ / ٧١ ـ ٨٠. والأعلام ٨ / ١٧٢.