أخبرني الأزهري ، حدثنا عبيد الله بن عثمان ، حدثنا ابن مخلد ، حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبد الحميد قال : سمعت يحيى بن مسلم يقول : كان في جيراننا فتى يتنسك ، فأحسن المذهب فلزم بشر بن الحارث حتى أنس به قال : فقال لي الفتى يوما : قال لي بشر بن الحارث أين تنزل؟ قلت : من ذاك الجانب يا أبا نصر ، قال : أين من ذاك الجانب؟ قال : قلت موضعا يقال له درب البقر ، قال : فقال لي أين أنت من منزل ذاك العابد يحيى بن مسلم؟ قلت : يا أبا نصر أنا جاره ، قال : فاقرأ عليهالسلام إذا رأيته. قال يحيى فكان يحييني الفتى من عنده بالسلام ، وأرد إليه السلام. قال يحيى بن مسلم : فعبرت يوما إلى ذاك الجانب في حاجة فاستقبلت ابن الحارث كفه لكفه ، فما كلمته ، فلما جاوزني التفت أنظر إليه فإذا هو قائم ملتفت ينظر إليّ.
قرأت في كتاب محمّد بن مخلد ـ بخطه ـ سنة اثنتين وستين ومائتين فيها مات يحيى بن مسلم بن عبد ربّه أبو زكريّا في جمادى الآخرة.
سكن بغداد وحدث بها عن النّضر بن شميل ، وأبي عاصم النبيل. روى عنه أحمد ابن محمّد بن الجراح الضراب ، ومحمّد بن مخلد ، وكان ثقة. وجده أعين كان وصي عبد الله بن المبارك.
أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدثنا يحيى بن محمّد بن أعين ، حدثنا النّضر بن شميل ، أخبرنا هشام بن حسّان عن محمّد بن سيرين عن أخيه يحيى بن سيرين عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يلبي : «لبيك حقا حقا ، تعبدا ورقا» (١).
أخبرني الأزهري ، حدثنا علي بن عمر الدّارقطنيّ ، حدثنا محمّد بن مخلد بن حفص بإسناده مثله.
قال الدارقطني : تفرد به يحيى بن محمّد بن أعين عن النّضر بن شميل بهذا الإسناد ، وما سمعناه إلا من ابن مخلد.
قلت : قد رواه هدبة بن عبد الوهّاب المروزيّ عن النّضر بن شميل. كرواية ابن أعين عنه.
__________________
٧٥٠٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٨٨.
(١) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٣ / ٢٢٣.