وأكثروا ، وأجزل صلاتهم ، وأنفق أمواله في بر العلماء والإفضال عليهم ، وفي صلات الأشراف من الطّالبين والعبّاسيين وغيرهم واقتناء الكتب المنسوبة ، وكان متبرزا في العلم باللغة ، والشعر ، والنحو ، ومعاني القرآن والكلام. وكانت داره مجمعا لأهل العلم في كل فن ، إلى أن توفي في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
قلت : كان أسلاف الضبي ملوك عمان في قديم الدهر ، ويزيد بن جابر أدرك الإسلام فأسلم وحسن إسلامه ، وهو : يزيد بن جابر بن عامر بن أسيد بن سالم بن قيم بن صبح بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أدد. قيل إن سالم بن تيم أول من دخل عمان من بني ضبة فتملك بها ، ثم لم يزل ولده من بعده يرثون هناك السيادة والشرف. وأول من انتقل منهم هارون بن محمّد الضّبّيّ.
قدم بغداد وحدث بها عن علي بن الحسن بن بكير الحضرميّ ، وحميد بن الرّبيع الكوفيّ ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. روى عنه محمّد بن المظفّر ، وعبيد الله بن خليفة البلديّ. وقد ذكرنا له حديثا في باب عبيد الله.
حدث عن أحمد بن محمّد بن المغيرة. حدثنا عنه محمّد بن عمر بن بكير المقرئ النجار.
أخبرنا ابن بكير ، حدثنا أبو موسى هارون بن سعيد الدعاء ، حدثنا أحمد بن محمّد بن المغيرة ـ بعبادان سنة أربع عشرة وثلاثمائة ـ حدثنا أحمد بن الهيثم ، حدثنا أبو نصر التّمّار ، حدثنا عبيد الله بن عمرو بن زيد بن أبي أنيسة بن عبد الرّحمن بن غنم عن شهر بن حوشب عن أبي ذر ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من قال في دبر صلاة الفجر ـ وهو ثان رجله قبل أن يكلم جليسه ـ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء
__________________
(١) ٧٣٧٦ ـ البلدي : هذه النسبة إلى موضعين أحدهما البلد اسم بلدة تقارب الموصل يقال لها بلد الحطب. والثاني منسوب إلى بلد الكرج التي بناها أبو دلف وسماها البلد وأهلها ينتسبون بهذه النسبة (الأنساب ٢ / ٢٨٧).
(١) ٧٣٧٧ ـ الدّعّاء : هذا لمن يدعو كثيرا (الأنساب ٥ / ٣١٨).