كنا نجلس إلى ابن عيينة ويجيء أبو سلمان فيقعد خلفنا فيعلق جميع ما يمر لابن عيينة ، فإذا قمنا إلى البيت قرأها علينا من ألواحه ، فلا يسقط حرفا واحدا. قال أبو زكريّا : وقد رأيت أبا سلمان هذا كان مولى لهارون الرّشيد ، وكان أبوه سنديا ، وكان منزله مدينة أبي جعفر ، وكان خفيف اليد لا يفوته شيء ، وكان يخدم بمكة الغرباء أصحاب الحديث.
سمع سفيان بن عيينة. روى عنه أحمد بن حنبل.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق وعلي بن محمّد بن عبد الله المعدل قال : أخبرنا أبو علي بن الصواف ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا أبو يعقوب مولى أبي عبيد الله قال : اسم أبي فاختة ، سعيد بن علاقة سمعته من ابن عيينة ـ يعني أبو يعقوب ـ سمعه من ابن عيينة.
كان من الزهاد المذكورين. حكى عنه الجنيد بن محمّد.
أخبرنا أبو نعيم ، أخبرنا جعفر الخلدي ـ في كتابه ـ قال : سمعت الجنيد بن محمّد يقول : دققت على أبي يعقوب الزّيّات بابه في جماعة من أصحابنا. فقال : ما كان لكم شغل في الله يشغلكم عن المجيء إلىّ؟ قال الجنيد : فقلت له إذا كان مجيئنا إليك من شغلنا به لا يقطع عنه ، ففتح الباب ، فسألته عن مسألة في التوكل فاخرج درهما كان عنده ثم أجابني فاعطى التوكل حقه ، ثم قال : استحييت من الله أن أجيبك وعندي شيء.
كان حافظا لعلوم عدة بصيرا بالحديث ، ودخل بغداد في أيام داود بن علي الأصبهانيّ.
فحدثني محمّد بن علي الصوري ـ لفظا ـ أخبرنا أبو أسامة الهرويّ ـ قراءة عليه ـ وأجاز لنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن زكريّا النسوي ـ واللفظ له ـ قالا : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري ، حدثنا محمّد بن إسحاق الكثيري قال : قال أبو سعيد الزيادي : دخل أبو يعقوب الشريطي ـ وكان من أهل البصرة ـ مجلس داود