إبراهيم عنه ـ قال : سمعت الجنيد بن محمّد يقول : كان أبو شعيب البراثي أول من سكن براثا في كوخ يتعبّد فيه ، فمرت بكوخه جارية من بنات الكبار من أبناء الدنيا ، كانت ربيت في قصور الملوك ، فنظرت إلى أبي شعيب فاستحسنت حاله وما كان عليه ، فصارت كالأسير له ، فعزمت على التجرد من الدنيا والاتصال بأبي شعيب ، فجاءت إليه ، وقالت : أريد أن أكون لك خادمة؟ فقال لها : إن أردت ذلك فغيري من هيئتك وتجردي عما أنت فيه حتى تصلحي لما أردت ، فتجردت عن كل ما تملكه ولبست لبسة النّساك وحضرته ، فتزوجها فلما دخلت الكوخ رأت قطعة خصاف كانت مجلس أبي شعيب تقيه من الندى فقالت : ما أنا بمقيمة فيها حتى تخرج ما تحتك ، لأني سمعتك تقول : إن الأرض تقول يا ابن آدم تجعل اليوم بيني وبينك حجابا وأنت غدا في بطني؟ فما كنت لأجعل بيني وبينها حجابا. فأخذ أبو شعيب الخصاف ورمى بها ، فمكثت معه سنين كثيرة يتعبّدان أحسن عبادة ، وتوفيا على ذلك متعاونين.
صاحب معروف الكرخيّ. حكى عن معروف. روى عنه عبيد الله بن محمّد الزّيات.
من أهل الري. كان يقال إنه من الابدال ، صاحب كرامات ، ورد بغداد زائرا معروف الكرخيّ.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ـ إجازة ـ حدثنا جعفر الخلدي ، حدثنا أحمد بن محمّد بن مسروق قال : سمعت محمّد بن منصور الطوسي يقول : جئت مرة إلى معروف الكرخيّ فعض على أنامله وقال : هاه ، لو لحقت أبا إسحاق الدولابي؟ كان هاهنا الساعة سلّم عليّ ، فذهبت أقوم فقال لي اجلس لعله قد بلغ منزله بالري.
قال أبو العبّاس بن مسروق : وكان أبو إسحاق الدولابي من جلة الأبدال.
صحب بشر بن الحارث ، وتغرب إلى الشام ونواحي مصر. روى عنه العبّاس بن يوسف الشكلي وجماعة غيره.
__________________
٧٧٥٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١١٤.